وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل بدأ مخاطبته بالاستفهام الذي معناه العرض كما يقول الرجل لضيفه : هل لك أن تنزل بنا وأردفه الكلام الرقيق ليستدعيه بالتلطف في القول وستزله بالمداراة من عتوه كما أمر بذلك في قوله : " فقولا له قولا لينا " طه : 44 ، " الأية الكبرى " قلب العصا حية لأنها كانت المقدمة والأصل والأخرى كالتبع لها ؛ لأنه كان يتقيها بيده فقيل له : أدخل يدك في جيبك أو أرادهما جميعا إلا أنه جعلهما واحة ؛ لأن الثانية كأنها من جملة الولى لكونها تابعة لها " فكذب " بموسى والآية الكبرى وسماهما ساحرا وسحرا " وعصى " الله تعالى بعد ما علم صحة الأمر وان الطاعة قد وجبت عليه " ثم أدبر يسعى " أي لما رأى الثعبان أدبر مرعوبا يسعى : يسرع في مشيته . قال الحسن كان رجلا طياشا خفيفا . أو تولى عن موسى يسعى ويجتهد في مكايدته وأريد : ثم أقبل يسعى كما تقول : أقبل فلان يفعل كذا بمعنى : أنشأ يفعل فوضع " أدبر " موضع : أقبل ؛ لئلا يوصف بالإقبال " فحشر " فجمع السحرة كقوله : " فأرسل فرعون في المدائن حاشرين " الشعراء : 53 . " فنادى " في المقام الذي اجتمعوا فيه معه . أو أمر مناديا فنادى في الناس بذلك . وقيل قام فيهم خطيبا فقال تلك العظيمة . وعن ابن عباس : كلمته الأولى : " ما علمت لكم من إله غيري " القصص : 38 والآخرة : " أنا ربكم العلى " النازعات : 34 . " نكال " هو مصدر مؤكد كوعد الله وصبغة الله ؛ كأنه قيل : نكل الله به نكال الآخرة والأولى والنكال بمعنى التكيل كالسلام بمعنى التسليم . يعني الإغراق في الدنيا والإحراق في الآخرة . وعن ابن عباس : نكال كلمتيه الآخرة وهي قوله : " أنا ربكم الأعلى " والأولى وهي قوله : " ما علمت لكم من إله غيري " القصص : 28 ، وقيل : كان بين الكلمتين أربعون سنة . وقيل عشرون .
" أنتم أشد خلقا أم السماء بذاتها رفع سمكها فسواها واغطش ليلها وأخرج ضحاها والأرض بعد ذلك دحاها أخرج منها ماءها ومرعاها والجبال أرساها متاعا لكم ولأنعامكم " الخطاب لمنكري البعث يعني " ءأنتم " أصعب " خلقا " وإنشاء " أم السماء " ثم بين كيف خلقها فقال " بناها " ثم بين البناء فقال " رفع سمكها " أي جعل مقدار ذهابها في سمت العلو مديدا رفيعا مسيرة خمسائة عام " فسواها " فعدلها مستوية ملساء ليس فيها تفاوت ولا فطور . أو فتممها بما علم أنها تتم به وأصلحها من قولك : سوى فلان أمر فلان . غطش الليل وأغطشه الله كقولك : ظلم واظلمه . ويقال أيضا : أغطش الليل كما يقال أظلم " وأخرج ضحاها " وأبرز ضوء شمسها يدل عليه قوله تعالى : " والشمس وضحاها " الشمس : 1 ، يريد وضوئها . وقولهم : وقت الضحى للوقت الذي تشرق فيه الشمس ويقوم سلطانها ؛ وأضيف الليل والشمس إلى المساء لأن الليل ظلها والشمس هي السراج المثقب في جوها " ماءها " عيونها المتفجرة بالماء " ومرعاها " ورعيها وهو في الأصل موضع الرعى . ونصب الأرض والجبال بإضمار دحا وأرسى وهو الإضمار على شريطة التفسير . وقرأهما الحسن مرفوعين على الابتداء . فإن قلت : هلا أدخل حرف العطف على أخرج ؟ قلت : فيه وجهان أحدهما : ان يكون معنى " دحاها " بسطها ومهدها للسكنى ثم فسر التمهيد بما لا بد منه في تأتي سكانها من تسوية أمر المأكل والمشرب ؛ وإمكان القرار عليها والسكون بإخراج الماء والمرعى وإرساء الجلال وإثباتها أو تادا لها حتى تستقر ويستقر عليها . والثاني : أن يكون " وأخرج " حالا بإضمار قد كقوله : " أو جاؤكم حصرت صدورهم " النساء : 90 وأراد بمرعاها : ما يأكل الناس والأنعام . واستعير الرعي للإنسان كما استعير الرتع في قوله : " نرتع ونلعب " يوسف : 12 وقرئ : نرتع من الرعى ؛ ولهذا قيل : دل الله سبحانه بذكر الماء والمرعى على عامة ما يرتفق به ويتمتع مما يخرج من الأرض حتى الملح لأنه من الماء " متاعا لكم " فعل ذلك تمتيعا لكم " ولا نعامكم " لأن منفعة ذلك التمهيد واصلة إليهم و إلى أنعامهم .
" فإذا جاءت الطامة الكبرى يوم يتذكر الإنسان ما سعى وبرزت الجحيم لمن يرى "