وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

يمشين رهوا فلا الأعجاز خاذلة ... ولا الصدور على الأعجاز تتكل .
أي مشيا ساكنا على هينة . أراد موسى لما جاوز البحر أن يضربه بعصاه فينطبق كما ضربه فانفلق فأمر بأن يتركه ساكنا على هيئته قارا على حاله : من انتصاب الماء وكون الطريق يبسا لا يضربه بعصاه ولا يغير منه شيئا ليدخله القبط فإذا حصلوا فيه أطبقه الله عليهم . والثاني : أن الرهو الفجوة الواسعة . وعن بعض العرب : أنه رأى جملا فالجا فقال : سبحان الله رهو بين سنامين أي : اتركه مفتوحا على حاله منفرجا " إنهم جند مغرقون " وقرئ بالفتح بمعنى : لأنهم .
" كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين " .
والمقام الكريم : ما كان لهم من المجالس والمنازل الحسنة . وقيل : المنابر . والنعمة بالفتح من التنعم وبالكسر من الإنعام . وقرئ : فاكهين وفكهين .
" كذلك وأورثناها قوما آخرين فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين " .
" كذلك " الكاف منصوبة على معنى : مثل ذلك الإخراج أخرجناهم منها " وأورثناها " أو في موضع الرفع على الأمر كذلك " قوما آخرين " ليسوا منهم في شيء من قرابة ولا دين ولا ولاء وهم بنو إسرائيل : كانوا متسخرين مستعبدين في أيديهم فأهلكهم الله على أيديهم وأورثهم ملكهم وديارهم . إذا مات رجل خطير قالت العرب في تعظيم مهلكه : بكت عليه السماء والأرض وبكته الريح وأظلمت له الشمس . وفي حديث رسول الله A : " ما من مؤمن مات في غربة غابت فيها بواكيه إلا بكت عليه السماء والأرض " . وقال جرير : .
تبكي عليك نجوم الليل والقمرا .
وقالت الخارجية : .
أيا شجر الخابور مالك مورقا ... كأنك لم تجزع على ابن طريف .
وذلك على سبيل التمثيل والتخييل مبالغة في وجوب الجزع والبكاء عليه وكذلك ما يروى عن ابن عباس Bهما : من بكاء مصلي المؤمن وآثاره في الأرض ومصاعد عمله ومهابط رزقه في السماء تمثيل ونفي ذلك عنهم في قوله تعالى : " فما بكت عليهم السماء والأرض " فيه تهكم بهم وبحالهم المنافية لحال من يعظم فقده : فيقال فيه : بكت عليه السماء والأرض . وعن الحسن : فما بكى عليهم الملائكة والمؤمنون بل كانوا بهلاكهم مسرورين يعني : فما بكى عليهم أهل السماء وأهل الأرض " ما كانوا منظرين " لما جاء وقت هلاكهم لم ينظروا إلى وقت آخر ولم يمهلوا إلى الآخرة بل عجل لهم في الدنيا .
" ولقد أنجينا بني إسرائيل من العذاب المهين من فرعون إنه كان عاليا من المسرفين " .
" من فرعون " بدل من العذاب المهين كأنه في نفسه كان عذابا مهينا لإفراطه في تعذيبهم وإهانتهم . ويجوز أن يكون المعنى : من العذاب المهين واقعا من جهة فرعون . وقرئ : من عذاب المهين ووجهه أن يكون تقدير قوله : " من فرعون " : من عذاب فرعون حتى يكون المهين هو فرعون . وفي قراءة ابن عباس : من فرعون لما رصف عذاب فرعون بالشدة والفظاعة قال : من فرعون على معنى : هل تعرفونه من هو في عتوه وشيطنته ثم عرف حاله في ذلك بقوله : " إنه كان عاليا من المسرفين " أي كبيرا رفيع الطبقة ومن بينهم فائقا لهم بليغا في إسرافه . أو عاليا متكبرا كقوله تعالى : " إن فرعون علا في الأرض " القصص : 4 ، . و " من المسرفين " خبر ثان كأنه قيل : إنه كان متكبرا مسرفا .
" ولقد اخترناهم على علم على العالمين وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين " .
الضمير في " اخترناهم " لبني إسرائيل . و " على علم " في موضع الحال أي : عالمين بمكان الخيرة وبأنهم أحقاء بأن يختاروا . ويجوز أن يكون المعنى : مع علم منا بأنهم يزيغون ويفرط منهم الفرطات في بعض الأحوال " على العالمين " على عالمي زمانهم . وقيل : على الناس جميعا لكثرة الأنبياء منهم " من الآيات " من نحو فلق البحر وتظليل الغمام وإنزال المن والسلوى وغير ذلك من الآيات العظام التي لم يظهر الله في غيرهم مثلها " بلاء مبين " نعمة ظاهرة لأن الله تعالى يبلو بالنعمة كما يبلو بالمصيبة . أو اختبار ظاهر لننظر كيف تعملون كقوله تعالى : " وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم " البقرة : 49 .
" إن هي إلا موتتنا الأولى وما نحن بمنشرين فأتوا بآبائنا إن كنتم صادقين "