وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

عرفوا في ذلك من المصالح وحرصا على نجاة الخلق وطمعا في توبة الكفار والفساق منهم . وا في ذلك من المصالح وحرصا على نجاة الخلق وطمعا في توبة الكفار والفساق منهم .
" والذين اتخذوا من دونه أولياء الله حفيظ عليهم وما أنت عليهم بوكيل " .
" والذين اتخذوا من دونه أولياء " جعلوا له شركاء وأندادا " الله حفيظ عليهم " رقيب على أحوالهم وأعمالهم وأعمالهم لا يفوته منها شيء وهو محاسبهم عليها ومعاقبهم لا رقيب عليهم إلا هو وحده " وما أنت " يا محمد بموكل بهم ولا مفوض إليك أمرهم ولا قسرهم على الإيمان . إنما أنت منذر فحسب .
" وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه فريق في الجنة وفريق في السعير " .
ومثل ذلك " أوحينا إليك " وذلك إشارة إلى معنى الآية قبلها : من أن الله تعالى هو الرقيب عليهم وما أنت برقيب عليهم ولكن نذير لهم لأن هذا المعنى كرره الله في كتابه في مواضع جمة والكاف مفعول به لأوحينا . " قرآنا عربيا " حال من المفعول به أي أوحيناه إليك وهو قرآن عربي بين لا لبس فيه عليك لتفهم ما يقال لك ولا تتجاوز حد الإنذار . ويجوز أن يكون ذلك إشارة إلى مصدر أوحينا أي : ومثل ذلك الإيحاء البين المفهم أوحينا إليك قرآنا عربيا بلسانك " لتنذر " يقال : أنذرته كذا وأنذرته بكذا . وقد عدى الأول أعني : لتنذر أم القرى إلى المفعول الأول والثاني وهو قوله وتنذر يوم الجمع إلى المفعول الثاني " أم القرى " أهل أم القرى كقوله تعالى : " واسئل القرية " يوسف : 82 . " ومن حولها " من العرب . وقرئ لينذر بالياء والفعل للقرآن " يوم الجمع " يوم القيامة لأن الخلائق تجمع فيه . قال الله تعالى : " يوم يجمعكم ليوم الجمع " التغابن : 9 ، وقيل : يجمع بين الأرواح والأجساد . وقيل : يجمع بين كل عامل وعمله . و " لا ريب فيه " اعتراض لا محل له . قرئ فريق وفريق بالرفع والنصب فالرفع على : منهم فريق ومنهم فريق . والضمير للمجموعين لأن المعنى : يوم جمع الخلائق . والنصب على الحال منهم أي : متفرقين كقوله تعالى : " ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون " الروم : 14 ، . فإن قلت : كيف يكونون مجموعين متفرقين في حالة واحدة قلت : هم مجموعون في ذلك اليوم مع افتراقهم في لداري البؤس والنعيم كما يجتمع الناس يوم الجمعة متفرقين في مسجدين . وإن أريد بالجمع : جمعهم في الموقف فالتفرق على معنى مشارفتهم للتفرق .
" ولو شاء الله لجعلناهم أمة واحدة ولكن يدخل من يشاء في رحمته والظالمون ما لهم من ولي ولا نصير " .
" لجعلناهم أمة واحدة " أي مؤمنين كلهم على القسر والإكراه كقوله تعالى : " ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها " السجدة : 13 ، وقوله تعالى : " ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا " يونس : 99 ، والدليل على أن المعنى هو الإلجاء إلى الإيمان . قوله : " أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين " يونس : 99 ، وقوله تعالى : " فأنت تكره " يونس : 99 ، بإدخال همزة الإنكار على المكره دون فعله . دليل على أن الله وحده هو القادر على هذا الإكراه دون غيره . والمعنى : ولو شاء ربك مشيئة قدرة لقسرهم جميعا على الإيمان ولكنه شاء مشيئة حكمه فكلفهم وبنى أمرهم على ما يختارون ليدخل المؤمنين في رحمته وهم المرادون بمن يشاء . ألا ترى إلى وضعهم في مقابلة الظالمين ويترك الظالمين بغير ولي ولا نصير في عذابه .
" أم اتخذوا من دونه أولياء فالله هو الولي وهو يحي الموتى وهو على كل شيء قدير " .
معنى الهمزة في " أم " الإنكار أفالمحه هو انولى هو الفي يجب أن يتولى وحده ويعتقد أنه المولى والسيد فالفاء في قوله : " فالله هو الولي " جواب شرط مقدر كأنه قيل بعد إنكار كل ولي سواه : إن أراعوا وليا بحق فالله هو الولي بالحق لا ولي سواه " وهو يحي " أي : ومن شأن هذا الولي أنه يحيى " الموتى وهو على كل شيء قدير " فهو الحقيق بأن يتخذ وليا دون من لا يقدر على شيء .
" وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب "