وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

" فاستكبروا في الأرض " أي : تعظموا فيها على أهلها بما لا يستحقون به التعظم وهو القوة وعظم الأجرام . أو استعلوا في الأرض واستولوا على أهلها بغير استحقاق للولاية " من أشد منا قوة " كانوا ذوي أجسام طوال وخلق عظيم وبلغ من قوتهم أن الرجل كان ينزع الصخرة من الجبل فيقتلعها بيده . فإن قلت : القوة هي الشدة والصلابة في البنية وهي نقيضة الضعف . وأما القدرة فما لأجله يصح الفعل من الفاعل من تميز بذات أو بصحة بنية وهي نقيضة العجز والله سبحانه وتعالى لا يوصف بالقوة إلا على معنى القدرة فكيف صح قوله : " هو أشد منهم قوة " وإنما يصح إذا أريد بالقوة في الموضعين شيء واحد ؟ قلت : القدرة في الإنسان هي صحة البنية والاعتدال والقوة والشدة والصلابة في البنية وحقيقتها : زيادة القدرة فكما صح أن يقال : الله أقدر منهم جاز أن يقال : أقوى منهم على معنى : أنه يقدر لذاته على ما لا يقدرون عليه بازدياد قدرهم " يجحدون " كانوا يعرفون أنها حق ولكنهم جحدوها كما يجحد المودع الوديعة وهو معطوف على فاستكبروا أي : كانوا كفرة فسقة . الصرصر : العاصفة التي تصرصر أي : تصوت في هبوبها . وقيل : الباردة التي تحرق بشدة بردها تكرير لبناء الصر وهو البرد الذي يصر أي : يجمع ويقبض نحسات قرئ بكسر الحاء وسكونها . ونحس نحسا : نقيض سعد سعدا وهو نحس . وأما نحس فإما مخفف نحس أو صفة على فعل كالضخم وشبهه . أو وصف بمصدر . وقرئ : لتذيقهم على أن الإذاقة للريح أو للأيام النحسات . وأضاف العذاب إلى الخزي وهو الذل والاستكانة على أنه وصف للعذاب كأنه قال : عذاب خزي كما تقول : فعل السوء تريد : الفعل السيء والدليل عليه قوله تعالى : " ولعذاب الآخرة أخزى " وهو من الإسناد المجازي ووصف العذاب بالخزي : بالخزي : أبلغ من وصفهم به . ألا ترى إلى البون بين قوليك : هو شاعر وله شعر شاعر .
" وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون ونجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون " .
وقرئ : ثمود بالرفع والنصب منونا وغير مننون والرفع أفصح لوقوعه بعد حرف الابتداء . وقرئ بضم الثاء " فهديناهم " فدللناهم على طريق الضلالة والرشد كقوله تعالى : " وهديناه النجدين " البلد : 10 ، " فاستحبوا العمى على الهدى " فاختاروا الدخول في الضلالة على الدخول في الرشد . فإن قلت : أليس معنى هديته : حصلت فيه الهدى والدليل عليه قولك : هديته فاهتدى بمعنى : تحصيل البغية وحصولها كما تقول : ردعته فارتاع فكيف ساغ استعماله في الدلالة المجردة ؟ قلت : للدلالة على أنه مكنهم وأزاح عللهم ولم يبق لهم عفرا ولا علة فكأنه حصل البغية فيهم بتحصيل ما يوجبها ويقتضيها " صاعقة العذاب " داهية العذاب وقارعة العذاب . و " الهون " الهوان وصف به العذاب مبالغة أو أبدله منه ولو لم يكن في القرآن حجة على القدرية الذين هم مجوس هذه الأمة بشهادة نبيها A وكفى به شاهدا إلا هذه الآية لكفى بها حجة .
" ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون حتى إذا جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون "