وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

" فل إني أمرت " بإخلاص الدين و " أمرت " بذلك " لي " أجل " لأن أكون أول المسلمين " أي مقدمهم وسابقهم في الدنيا والآخرة والمعنى : أن الإخلاص له السبقة في الدين فمن أخلص كان سابقا . فإن قلت : كيف عطف " أمرت " على " أمرت " وهما واحد ؟ قلت : ليسا بواحد لاختلاف جهتيهما وذلك أن الأمر بالإخلاص وتكليفه شيء والأمر به ليحرز القائم به قصب السبق في الدين شيء لماذا اختلف وجها الشيء وصفتاه ينزل بذلك منزلة شيئين مختلفين ولك أن تجعل اللام مزيدة مثلها في أردت لأن أفعل ولا تزاد إلا مع أن خاصة دون الاسم الصريح كأنها زيدت عوضا من ترك الأصل إلى ما يقوم مقامه كما عوض السين في اسطاع عوضا من ترك الأصل الذي هو أطوع والدليل على هذا الوجه مجيئه بغير لام في قوله : " وأمرت أن أكون من المسلمين " يونس : 72 ، " وأمرت أن أكون من المؤمنين " يونس : 104 ، " وأمرت أن أكون أول من أسلم " الأنعام : 14 ، وفي معناه أوجه : أن أكون أول من أسلم في زماني ومن قومي لأنه أول من خالف دين آبائه وخلع الأصنام وحطمها وأن أكون أول الذين دعوتهم إلى الإسلام إسلاما . وأن أكون أول من دعا نفسه إلى ما دعا إليه غيره لأكون مقتدى بي في قولي وفعلي جميعا ولا تكون صفتي صفة الملوك الذين يأمرون بما لا يفعلون وأن أفعل ما أستحق به الأولية من أعمال السابقين دلالة على السبب بالمسبب يعني : أن الله أمرني أن أخلص له الدين من الشرك والرياء وكل شوب بدليلي العقل والوحي . فإن عصيت ربي بمخالفة الدليلين استوجبت عذابه فلا أعصيه ولا أتابع أمركم وذلك حين دعوه إلى دين آبائه . فإن قلت : ما معنى التكرير في قوله : " قل إني أمرت أن اعبد الله مخلصا له الدين " وقوله : " الله اعبد مخلصا له ديني " قلت : ليس بتكرير لأن الأول إخبار بأنه مأمور من جهة الله بإحداث العبادة والإخلاص . والثاني : إخبار بأنه يختص الله وحده دون غيره بعبادته مخلصا له دينه ولدلالته على ذلك قدم المعبود على فعل العبادة وأخره في الأول فالكلام أولا واقع في الفعل نفسه وإيجاده وثانيا فيمن يفعل الفعل لأجله ولذلك رتب عليه قوله : " فاعبدوا ما شئتم من دونه " والمراد بهذا الأمر الوارد على وجه التخيير : المبالغة في الخذلان والتخلية على ما حققت فيه القول مرتين . قل إن الكاملين في الخسران الجامعين لوجوهه وأسبابه : هم " الذين خسروا أنفسهم " لوقوعها في هلكة لا هلكة بعدها وحسروا " وأهليهم " لأنهم إن كانوا من أهل النار فقد خسروهم كما خسروا أنفسهم وإن كانوا من أهل الجنة فقد ذهبوا عنهم ذهابا لا رجوع بعده إليهم . وقيل : وخسروهم لأنهم لم يدخلوا مدخل المؤمنين الذين لهم أهل في الجنة يعني : وخسروا أهليهم الذين كانوا يكونون لهم لو آمنوا ولقد وصف خسرانهم بغاية الفظاعة في قوله : " ألا ذلك هو الخسران المبين " حيث استأنف الجملة وصدرها بحرف التنبيه ووسط الفصل بين المبتدأ والخبر وعرف الخسران ونعته بالمبين .
" لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ذلك يخوف الله به عباده با عباد فاتقون " يتوعد الله " به عباده " ويخوفهم ليجتنبوا ما يوقعهم فيه " يا عبادي فاتقون " فلا تتعزرضوا لما يوجب سخطي وهذه عظة من الله تعالى ونصيحة بالغة . وقرىء : " يا عبادي " .
" والذين اجتنبوا الطغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هدهم الله وأولئك هم أولوا الألبب "