وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وروى أنه بقي ساجدا أربعين يوما وليلة لا يرفع رأسه إلا لصلاة مكتوبة أو ما لا بد منه ولا يرقأ دمعه حتى نبت العشب من دمعه إلى رأسه ولم يشرب ماء إلا وثلثاه دمع وجهد نفسه راغبا إلى الله تعالى في العفو عنه حتى كاد يهلك واشتغل بذلك عن الملك حتى وثب ابن له يقال له : إيشا على ملكه ودعا إلى نفسه واجتمع إليه أهل الزيغ من بني إسرائيل فلما غفر له حاربه فهزمه . وروى أنه نقش خطيئته في كفه حتى لا ينساها . وقيل : إن الخصمين كانا من الإنس وكانت الخصومة على الحقيقة بينهما : إما كانا خليطين في الغنم وإما كان أحدهما موسرا وله نسوان كثيرة من المهائر والسراري والثاني : معسرا ماله إلا امرأة واحدة فاستنزله عنها وإنما فزع لدخولهما عليه في غير وقت الحكومة أن يكونا مغتالين وما كان ذنب داود إلا أنه صدق أحدهما على الآخر وظلمه قبل مسألته . " يداود إنا جعلنك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب " " خليفة في الأرض " أي : استخلفناك على الملك في الأرض كمن يستخلفه بعض السلاطين على بعض البلاد ويملكه عليها . ومنه قولهم : خلفاء الله في أرضه . أو جعلناك خليفة ممن كان قبلك من الأنبياء القائمين بالحق . وفيه دليل على أن حاله بعد التوبة بقيت على ما كانت عليه لم تتغير " فاحكم بين الناس بالحق " أي بحكم الله تعالى إذ كنت خليفته " ولا تتبع " هوى النفس في قضائك وغيره مما تتصرف فيه من أسباب الدين والدنيا " فيضلك " الهوى فيكون سببا لضلالك " عن سبيل الله " عن دلائله التي نصبها في العقول وعن شرائعه التي شرعها وأوحى بها و " يوم الحساب " متعلق بنسوا أي : بنسيانهم يوم الحساب أو بقوله لهم أي : لهم عذاب يوم القيامة بسبب نسيانهم وهو ضلالهم عن سبيل الله . وعن بعض خلفاء بني مروان أنه قال لعمر بن عبد العزيز أو للزهري : هل سمعت ما بلغنا ؟ قال : وما هو ؟ قال : بلغنا أن الخليفة لا يجري عليه القلم ولا تكتب عليه معصية . فقال : يا أمير المؤمنين الخلفاء أفضل أم الأنبياء ؟ ثم تلا هذه الآية . " وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما بطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار " " بطلا " أي خلقا باطلا لا لغرض صحيح وحكمة بالغة . أو مبطلين عابثين كقوله تعالى : " وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين ما خلقناهما إلا بالحق " الدخان : 39 ، وتقديره : ذوي باطل أو عبثا فوضع باطلا موضعه كما وضعوا هنيئا موضع المصدر وهو صفة أي : ما خلقناهما وما بينهما للعبث واللعب ولكن للحق المبين وهو أن خلقناها نفوسا أودعناها العقلوالتمييز ومنحناها التمكين وأزحنا عللها ثم عرضناها للمنافع العظيمة بالتكليف وأعددنا لها عاقبة وجزاء على حسب أعمالهم . و " ذلك " إشارة إلى خلقها باطلا والظن : بمعنى المظنون أي : خلقها للعبث لا للحكمة هو مظنون الذين كفروا . فإن قلت : إذا كانوا مقرين بأن الله خالق السموات والأرض وما بينهما بدليل قوله : " ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله " لقمان : 25 ، فبم جعلوا ظانين أنه خلقها للعبث لا للحكمة . قلت : لما كان إنكارهم للبعث والحساب والثواب والعقاب مؤديا إلى أن خلقها عبث وباطل جعلوا كأنهم يظنون ذلك ويقولونه لأن الجزاء هو الذي سبقت إليه الحكمة في خلق العالم من رأسها فمن جحده فقد جحد الحكمة من أصلها ومن جحد الحكمة في خلق العالم فقد سفه الخالق وظهر بذلك أنه لا يعرفه ولا يقدره حق قدره فكان إقراره بكونه خالقا كلا إقرار