وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقيل : كان يشبح المعذب بين أربع سوار : كل طرف من أطرافه إلى سارية مضروب فيه وتد من حديد ويتركه حتى يموت . وقيل : كان يمده بين أربعة أوتاد في الأرض ويرسل عليه العقارب والحيات . وقيل : كانت له أوتاد وحبال يلعب بها بين يديه " أولئك الأحزاب " قصد بهذه الإشارة الإعلام بأن الأحزاب الذين جعل الجند المهزوم منهم هم هم وأنهم هم الذين وجد منهم التكذيب . ولقد ذكر تكذيبهم أولا في الجملة الخبرية على وجه الإبهام ثم جاء بالجملة الاستثنائية فأوضحه فيها : بأن كل واحد من الأحزاب كذب جميع الرسل لأنهم إذا كذبوا واحدا منهم فقد كذبوهم جميعا . وفي تكرير التكذيب وإيضاحه بعد إبهامه والتنويع في تكريره بالجملة الخبرية أولا وبالاستثنائية ثانيا وما في الاستثنائية من الوضع على وجه التوكيد والتخصيص : أنواع من المبالغة المسجلة عليهم باستحقاق أشد العقاب وأبلغه ثم قال : " فحق عقاب " أي : فوجب لذلك أن أعاقبهم حق عقابهم " هؤلاء " أهل مكة . ويجوز أن يكون إشارة إلى جميع الأحزاب لاستحضارهم بالذكر أو لأنهم كالحضور عند الله . والصيحة : النفخة " ما لها من فواق " وقرىء : بالضم : ما لها من توقف مقدار فواق وهو ما بين حلبتي الحالب ورضعتي الراضع . يعني : إذا جد وقتها لم تستأخر هذا القدر من الزمان كقوله تعالى : " فإذا جاء أجلهم لا يستئخرون ساعة " النحل : 61 ، وعن ابن عباس : ما لها من رجوع وترداد من أفاق المريض إذا رجع إلى الصحة . وفواق الناقة : ساعة ترجع الدر إلى ضرعها يريد : أنها نفخة واحدة فحسب لا تثنى ولا تردد . " وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب " القط : القسط من الشيء لأنه قطعة منه من قطه إذا قطعه . ويقال : لصحيفة الجائزة : قط لأنها قطعة من القرطاس وقد فسر بهما قوله تعالى : " عجل لنا قطنا " أي نصيبنا من العذاب الذي وعدته كقوله تعالى : " ويستعجلونك العذاب " الحج : 47 وقيل : ذكر رسول الله A وعد الله المؤمنين بالجنة فقالوا على سبيل الهزء : عجل لنا نصيبنا منها . أو عجل لنا صحيفة أعمالنا ننظر فيها . " اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق والطير محشورة كل له أواب وشددنا ملكه وءاتينه الحكمة وفضل الخطاب " فإن قلت : كيف تطابق قوله : " اصبر على ما يقولون " وقوله : " واذكر عبدنا داود " حتى عطف أصدهما على صاحبه ؟ قلت : كأنه قال لنبيه E : اصبر على ما يقولون وعظم أمر معصية الله في أعينهم بذكر قصة داود وهو أنه نبي من أنبياء الله تعالى قد أولاه ما أولاه من النبوة والملك لكرامته عليه وزلفته لديه ثم زل زلة فبعث إليه الملائكة ووبخه عليها . على طريق التمثيل والتعريض حتى فطن لما وقع فيه فاستغفر وأناب ووجد منه ما يحكى من بكائه الدائم وغمه الواصب ونقش جنايته في بطن كفه حتى لا يزال يجمد النظر إليها والندم عليها فما الظن بكم مع كفركم ومعاصيكم ؟ أو قال له A : اصبر على ما يقولون وصن نفسك وحافظ عليها أن تزل فيما كلفت من مصابرتهم وتحمل أذاهم واذكر أخاك داود وكرامته على الله كيف زل تلك الزلة اليسيرة فلقي من توبيخ الله وتظليمه ونسبته إلى البغي ما لقي " ذا الأيد " ذا القوة في الدين المضطلع بمشاقه وتكاليفه كان على نهوضه بأعباء النبوة والملك يصوم يوما ويفطر يوما وهو أشد الصوم ويقوم نصف الليل . يقال : فلان أيد وذو أيد وذا آد . وأياد كل شيء : ما يتقوى به " أواب " تواب رجاع إلى مرضاة الله . فإن قلت : ما دلك على أن الأيد القوة في الدين ؟ قلت : قوله تعالى : " إنه أواب " لأنه تعليل لذي الأيد " والإشراق " وقت الإشراق وهو حين تشرق الشمس أي : تضيء ويصفو شعاعهاوهو وقت الضحى وأما شروقها فطلوعها يقال : شرقت الشمس ولما تشرق . وعن هانىء : دخل علينا رسول الله A فدعا بوضوء فتوضأ ثم صلى صلاة الضحىوقال : " يا أم هانىء هذه صلاة الإشراق " . وعن طاووس عن ابن عباس قال : هل تجدون ذكر صلاة الضحى في القرآن ؟ قالوا : لا فقرأ : " إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق " وقال : كانت صلاة يصليها داود عليه السلام . وعنه : ما عرفت صلاة الضحى إلا بهذه الآية . وعنه : لم يزل في نفسي من صلاة الضحى شيء حتى طلبتها فوجدتها في هذه الآية " يسبحن بالعشي والإشراق "