وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقال أبو عبيدة فى قوله تعالى وأصبح فؤاد أم موسى فارغا قال فارغا من لحزن لعلمها أنه لم يغرق ومنه دم فراغ أى لا قود فيه ولا دية .
وقال بعض الأدباء أخطأ أبو عبيدة فى المعنى لو كان قلبها فارغا من الحزن عليه لما قال لولا أن ربطنا على قلبها لأنها كادت تبدى به .
وهذا الباب عظيم الخطر ومن هنا تهيب كثير من السلف تفسير القرآن وتركوا القول فيه حذرا أن يزلوا فيذهبوا عن المراد وإن كانوا علماء باللسان فقهاء فى الدين وكان الأصمعى وهو إمام اللغة لا يفسر شيئا من غريب القرآن وحكى عنه أنه سئل عن قوله تعالى شغفها حبا فسكت وقال هذا فى القرآن ثم ذكر قولا لبعض العرب فى جارية لقوم أرادوا بيعها أتبيعونها وهى لكم شغاف ولم يزد على هذا ولهذا حث النبى صلى الله عليه وسلّم على تعلم إعراب القرآن وطلب معانى العربية .
واعلم أنه ليس لغير العالم بحقائق اللغة وموضوعاتها تفسير شىء من كلام الله ولا يكفى فى حقه تتعلم اليسير منها فقد يكون اللفظ مشتركا وهو يعلم أحد المعنيين والمراد المعنى الآخر وهذا أبو بكر وعمر رضى الله عنهما من أفصح قريش سئل أبو بكر عن الأب فقال أبو بكر أى سماء تظلنى وأى أرض تقلنى إذا قلت فى كلام الله ما لا أعلم وقرأ عمر سورة عبس فلما بلغ الأب قال الفاكهة قد عرفناها فما الأب ثم قال لعمرك يابن الخطاب إن هذا لهو التكلف وروى عنه أيضا أنه قال آمنا به كل من عند ربنا وفى رواية قال فما الأب ثم قال ما كلفنا أو ما أمرنا بهذا .
وما ذاك بجهل منهما لمعنى الأب وإنما يحتمل والله أعلم أن الأب من الألفاظ المشتركة فى لغتهما أو فى لغات فخشيا إن فسراه بمعنى من معانيه أن يكون المراد غيره ولهذا اختلف