وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

يخبر تعالى أنه إذا أذاق الناس رحمة من بعد ضراء مستهم كالرخاء بعد الشدة والخصب بعد الجدب والمطر بعد القحط ونحو ذلك { إذا لهم مكر في آياتنا } قال مجاهد : استهزاء وتكذيب كقوله : { وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما } الاية وفي الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم صلى بهم الصبح على أثر سماء كانت من الليل أي مطر ثم قال : [ هل تدرون ماذا قال ربكم الليلة ؟ ] قالوا : الله ورسوله أعلم قال : [ قال : أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذاك مؤمن بي كافر بالكوكب وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذاك كافر بي مؤمن بالكوكب ] وقوله : { قل الله أسرع مكرا } أي أشد استدراجا وإمهالا حتى يظن الظان من المجرمين أنه ليس بمعذب وإنما هو في مهلة ثم يؤخذ على غرة منه والكاتبون الكرام يكتبون عليه جميع ما يفعله ويحصونه عليه ثم يعرضونه على عالم الغيب والشهادة فيجازيه على الجليل والحقير والنقير والقطمير .
ثم أخبر تعالى أنه { هو الذي يسيركم في البر والبحر } أي يحفظكم ويكلؤكم بحراسته { حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها } أي بسرعة سيرهم رافقين فبينما هم كذلك إذ { جاءتها } أي تلك السفن { ريح عاصف } أي شديدة { وجاءهم الموج من كل مكان } أي اغتلم البحر عليهم { وظنوا أنهم أحيط بهم } أي هلكوا { دعوا الله مخلصين له الدين } أي لا يدعون معه صنما ولا وثنا بل يفردونه بالدعاء والابتهال كقوله تعالى : { وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفورا } وقال ههنا : { دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه } أي هذه الحال { لنكونن من الشاكرين } أي لا نشرك بك أحدا ولنفردنك بالعبادة هناك كما أفردناك بالدعاء ههنا قال الله تعالى : { فلما أنجاهم } أي من تلك الورطة { إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق } أي كأن لم يكن من ذلك شيء { كأن لم يدعنا إلى ضر مسه } ثم قال تعالى : { يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم } أي إنما يذوق وبال هذا البغي أنتم أنفسكم ولا تضرون به أحدا غيركم كما جاء في الحديث [ ما من ذنب أجدر أن يعجل الله عقوبته في الدنيا مع ما يدخر الله لصاحبه في الاخرة من البغي وقطيعة الرحم ] وقوله : { متاع الحياة الدنيا } أي إنما لكم متاع في الحياة الدنيا الدنيئة الحقيرة { ثم إلينا مرجعكم } أي مصيركم ومآلكم { فننبئكم } أي فنخبركم بجميع أعمالكم ونوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه