وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

يأمر تعالى بذكره أول النهار وآخره كثيرا كما أمر بعبادته في هذين الوقتين في قوله { وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب } وقد كان هذا قبل أن تفرض الصلوات الخمس ليلة الإسراء وهذه الاية مكية وقال ههنا : بالغدو وهو أول النهار والاصال جمع أصيل كما أن الأيمان جمع يمين وأما قوله { تضرعا وخيفة } أي اذكر ربك في نفسك رغبة ورهبة وبالقول لا جهرا ولهذا قال { ودون الجهر من القول } وهكذا يستحب أن يكون الذكر لا يكون نداء وجهرا بليغا ولهذا لما سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقالوا : أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه ؟ فأنزل الله D { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان } .
وفي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري Bه قال : رفع الناس أصواتهم بالدعاء في بعض الأسفار فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلّم [ يا أيها الناس اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إن الذي تدعونه سميع قريب أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته ] وقد يكون المراد من هذه الاية كما في قوله تعالى : { ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا } فإن المشركين كانوا إذا سمعوا القرآن سبوه وسبوا من أنزله وسبوا من جاء به فأمره الله تعالى أن لا يجهر به لئلا ينال منه المشركون ولا يخافت به عن أصحابه فلا يسمعهم وليتخذ سبيلا بين الجهر والإسرار وكذا قال في هذه الاية الكريمة { ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين } وقد زعم ابن جرير وقبله عبد الرحمن بن زيد بن أسلم أن المراد بها أمر السامع للقرآن في حال استماعه بالذكر على هذه الصفة وهذا بعيد مناف للإنصات المأمور به ثم إن المراد بذلك في الصلاة كما تقدم أو في الصلاة والخطبة ومعلوم أن الإنصات إذ ذاك أفضل من الذكر باللسان سواء كان سرا أو جهرا فهذا الذي قالاه لم يتابعا عليه بل المراد الحض على كثرة الذكر من العباد بالغدو والاصال لئلا يكونوا من الغافلين ولهذا مدح الملائكة الذين يسبحون الليل والنهار لا يفترون فقال { إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته } الاية وإنما ذكرهم بهذا ليقتدى بهم في كثرة طاعتهم وعبادتهم ولهذا شرع لنا السجود ههنا لما ذكر سجودهم لله D كما جاء في الحديث [ ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها يتمون الصفوف الأول فالأول ويتراصون في الصف ] وهذه أول سجدة في القرآن مما يشرع لتاليها ومستمعها السجود بالإجماع وقد ورد في حديث رواه ابن ماجه عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه عدها في سجدات القرآن