وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

يقول تعالى معرضا بأهل مكة في قوله تعالى : { وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها } أي طغت وأشرت وكفرت نعمة الله فيما أنعم به عليهم من الأرزاق كما قال في الاية الأخرى { وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون * ولقد جاءهم رسول منهم فكذبوه فأخذهم العذاب وهم ظالمون } ولهذا قال تعالى : { فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا } أي دثرت ديارهم فلا ترى إلا مساكنهم وقوله تعالى : { وكنا نحن الوارثين } أي رجعت خرابا ليس فيها أحد .
وقد ذكر ابن أبي حاتم ههنا عن ابن مسعود أنه سمع كعبا يقول لعمر : إن سليمان عليه السلام قال للهامة ـ يعني البومة : ما لك لا تأكلين الزرع ؟ قالت : لأنه أخرج آدم من الجنة بسببه قال : فما لك لا تشربين الماء ؟ قالت : لأن الله تعالى أغرق قوم نوح به قال : فما لك لا تأوين إلا إلى الخراب ؟ قالت لأنه ميراث الله تعالى ثم تلا { وكنا نحن الوارثين } ثم قال تعالى مخبرا عن عدله وأنه لا يهلك أحدا ظالما له وإنما يهلك من أهلك بعد قيام الحجة عليهم ولهذا قال : { وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها } وهي مكة { رسولا يتلو عليهم آياتنا } فيه دلالة على أن النبي الأمي وهو محمد صلى الله عليه وسلّم المبعوث من أم القرى رسول إلى جميع القرى من عرب وأعجام كما قال تعالى : { لتنذر أم القرى ومن حولها } وقال تعالى : { قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا } وقال : { لأنذركم به ومن بلغ } وقال : { ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده } وتمام الدليل قوله تعالى : { وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا } الاية فأخبر تعالى أنه سيهلك كل قرية قبل يوم القيامة وقد قال تعالى : { وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا } فجعل تعالى بعثة النبي الأمي شاملة لجميع القرى لأنه رسول إلى أمها وأصلها التي ترجع إليها وثبت في الصحيحين عنه صلوات الله وسلامه عليه أنه قال : [ بعثت إلى الأحمر والأسود ] ولهذا ختم به النبوة والرسالة فلا نبي من بعده ولا رسول بل شرعه باق بقاء الليل والنهار إلى يوم القيامة وقيل المراد بقوله : { حتى يبعث في أمها رسولا } أي أصلها وعظيمتها كأمهات الرساتيق والأقاليم حكاه الزمخشري وابن الجوزي وغيرهما وليس ببعيد