وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وكان أبو محجن هذا من الشجعان الأبطال في الجاهلية والإسلام من أولي البأس والنجدة ومن الفرسان البهم وكان شاعرا مطبوعا كريما إلا أنه كان منهمكا في الشراب لا يكاد يقلع عنه ولا يردعه حد ولا لوم لائم وكان أبو بكر الصديق يستعين به وجلده عمر بن الخطاب في الخمر مرارا ونفاه إلى جزيرة في البحر وبعث معه رجلا فهرب منه ولحق بسعد بن أبي وقاص بالقادسية وهو محارب للفرس وكان قد هم بقتل الرجل الذي بعثه معه عمر فأحس الرجل بذلك فخرج فارا فلحق بعمر فأخبره خبره فكتب عمر إلى سعد بن أبي وقاص بحبس أبي محجن فحبسه فلما كان يوم قس الناطف بالقادسية والتحم القتال سأل أبو محجن امرأة سعد أن تحل قيده وتعطيه فرس سعد وعاهدها أنه إن سلم عاد إلى حاله من القيد والسجن وإن استشهد فلا تبعة عليه فخلت سبيله وأعطته الفرس فقاتل أيام القادسية وأبلى فيها بلاء حسنا ثم عاد إلى محبسه .
وكانت القادسية أيام مشهورة منها يوم " قس " الناطف ومنها يوم أرماث ويوم أغوات ويوم الكتائب وغيرها وكانت قصة أبي محجن في يوم منها ويومئذ قال : .
كفى حزنا أن ترتدي الخيل بالقنا ... وأترك مشدودا علي وثاقيا .
إذا قمت عناني الحديد وغلقت ... مصارع دوني قد تصم المناديا .
وقد كنت ذا مال كثير وإخوة ... فقد تركوني واحدا لا أخا ليا .
وقد شف جسمي أنني كل شارق ... أعالج كبلا مصمتا قد برانيا .
فلله دري يوم أترك موثقا ... ويذهل عني أسرتي ورجاليا .
حبسنا عن الحرب العوان وقد بدت ... وأعمال غيري يوم ذاك العواليا .
فلله عهد لا أخيس بعهده ... لئن فرجت ألا أزور الحوانيا .
حدثنا خلف بن سعد حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا أحمد بن خالد حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا عبد الرزاق عن ابن جريج قال : بلغني أن عمر بن الخطاب حد أبا محجن بن حبيب بن عمير الثقفي في الخمر سبع مرات .
وقال قبيصة بن ذؤيب : ضرب عمر بن الخطاب أبا محجن الثقفي في الخمر ثماني مرات وذكر ذلك عبد الرزاق في باب من حد من الصحابة في الخمر قال : وأخبرنا معمر عن أيوب عن ابن سيرين قال : كان أبو محجن الثقفي لا يزال يجلد في الخمر فلما أكثر عليهم سجنوه وأوثقوه فلما كان يوم القادسية رآهم يقتتلون فكأنه رأى أن المشركين قد أصابوا من المسلمين فأرسل الى أم ولد سعد أو إلى امرأة سعد يقول لها : إن أبا محجن يقول لك إن خليت سبيله وحملته على هذا الفرس ودفعت إليه سلاحا ليكونن أول من يرجع إليك إلا أن يقتل وأنشأ يقول : .
كفى أن تلتقي الخيل بالقنا ... وأترك مشدودا علي وثاقيا .
إذا قمت عناني الحديد وغلقت ... مصارع دوني قد تصم المناديا .
فذهبت الأخرى فقالت ذلك لامرأة سعد فحلت عنه قيوده وحمل على فرس كان في الدار وأعطى سلاحا ثم خرج يركض حتى لحق بالقوم فجعل لا يزال يحمل على رجل فيقتله ويدق صلبه فنظر إليه سعد فجعل منه يتعجب ويقول : من ذلك الفارس فلم يلبثوا إلا يسيرا حتى هزمهم الله ورد السلاح وجعل رجليه في القيود كما كان فجاء سعد فقالت له امرأته أو أم ولده : كيف كان قتالكم فجعل يخبرها ويقول : لقينا ولقينا حتى بعث الله رجلا على فرس أبلق لولا أني تركت أبا محجن في القيود لظننت أنها بعض شمائل أبي محجن فقالت : والله إنه لأبو محجن كان من أمره كذا وكذا فقصت عليه قصته فدعا به وحل قيوده وقال : والله لا نجلدك على الخمر أبدا . قال أبو محجن : وأنا والله لا أشربها أبدا كنت آنف أن أدعها من أجل جلدكم . قال : فلم يشربها بعد ذلك .
وروى ابن الأعرابي عن المفضل الضبي قال : قال أبو محجن في تركه الخمر : .
رأيت الخمر صالحة وفيها ... خصال تهلك الرجل الحليما .
فلا والله أشربها حياتي ... ولا أشفي بها أبدا سقيما .
وأنشد غيره هذه الأبيات لقيس بن عاصم .
ومن رواية أهل الأخبار أن ابنا لأبي محجن الثقفي دخل على معاوية فقال له معاوية : أبوك الذي يقول : .
إذا مت فادفني إلى جنب كرمة ... تروي عظامي بعد موتي عروقها .
ولا تدفني بالفلاة فإنني ... أخاف إذا ما مت أن لا أذوقها