وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

حدثنا خلف بن قاسم حدثنا الحسن بن رشيق حدثنا الدولابي حدثنا أبو بكر الوجيهي عن أبيه عن صالح بن الوجيه قال : وفي سنة خمس وعشرين انتقضت الإسكندرية فافتتحها عمرو بن العاص فقتل المقاتلة وسبى الذرية فأمر عثمان برد السبي الذين سبوا من القرى إلى مواضعهم للعهد الذي كان لهم ولم يصح عنده نقضهم وعزل عمرو بن العاص وولى عبد الله بن سعد ابن أبي سرح العامري وكان ذلك بدء الشر بين عمرو وعثمان .
قال أبو عمر : فاعتزل عمرو في ناحية فلسطين وكان يأتي المدينة أحيانا ويطعن في خلال ذلك على عثمان فلما قتل عثمان سار إلى معاوية باستجلاب معاوية له وشهد صفين معه وكان منه بصفين وفي التحكيم ما هو عند أهل العلم بأيام الناس معلوم ثم ولاه مصر فلم يزل عليها إلى أن مات بها أميرا عليها وذلك في يوم الفطر سنة ثلاث وأربعين .
وقيل سنة اثنتين وأربعين وقيل سنة ثمان وأربعين وقيل سنة إحدى وخمسين . والأول أصح .
وكان له يوم مات تسعون سنة ودفن بالمقطم من ناحية الفتح وصلى عليه ابنه عبد الله ثم رجع فصلى بالناس صلاة العيد وولي مكانه ثم عزله معاوية وولى أخاه عتبة بن أبي سفيان فمات عتبة بعد سنة أو نحوها فولى مسلمة بن مخلد .
وكان عمرو بن العاص من فرسان قريش وأبطالهم في الجاهلية مذكورا بذلك فيهم وكان شاعرا حسن الشعر حفظ عنه الكثير في مشاهد شتى . ومن شعره في أبيات له يخاطب عمارة بن الوليد بن المغيرة عند النجاشي : .
إذا المرء لم يترك طعاما يحبه ... ولم ينه قلبا غاويا حيث يمما .
قضى وطرا منه وغادر سبة ... إذا ذكرت أمثالها تملأ الفما .
وكان عمرو بن العاص أحد الدهاة في أمور الدنيا المقدمين في الرأي والمكر والدهاء وكان عمر بن الخطاب Bه إذا استضعف رجلا في رأيه وعقله قال : أشهد أن خالقك وخالق عمرو واحد يريد خالق الأضداد .
ولما حضرته الوفاة قال : اللهم إنك أمرتني فلم أأتمر وزجرتني فلم أنزجر ووضع يده في موضع الغل وقال : اللهم لا قوي فأنتصر ولا بريء فأعتذر ولا مستكبر بل مستغفر لا إله إلا أنت . فلم يزل يرددها حتى مات .
حدثنا خلف بن القاسم حدثنا الحسن بن رشيق حدثنا الطحاوي حدثنا المزني قال : سمعت الشافعي يقول : دخل ابن عباس على عمرو بن العاص في مرضه فسلم عليه وقال : كيف أصبحت يا أبا عبد الله قال : أصلحت من دنياي قليلا وأفسدت من ديني كثيرا فلو كان الذي أصلحت هو الذي أفسدت والذي أفسدت هو الذي أصلحت لفزت ولو كان ينفعني أن أطلب طلبت ولو كان ينجيني أن أهرب هربت فصرت كالمنجنيق بين السماء والأرض لا أرقى بيدين ولا أهبط برجلين فعظني بعظة أنتفع بها يا بن أخي . فقال له ابن عباس : هيهات يا أبا عبد الله صار ابن أخيك أخاك ولا تشاء أن أبكى إلا بكيت كيف يؤمن برحيل من هو مقيم فقال عمرو : على حينها من حين ابن بضع وثمانين سنة تقنطني من رحمة ربي اللهم إن ابن عباس يقنطني من رحمتك فخذ مني حتى ترضى . قال ابن عباس : هيهات يا أبا عبد الله أخذت جديدا وتعطى خلقا فقال عمرو : ما لي ولك يا بن عباس ما أرسل كلمة إلا أرسلت نقيضها