وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

بكيت على زيد ولم أدر ما فعل ... أحي يرجى أم أتى دونه الأجل .
فوالله ما أدري وإن كنت سائلا ... أغالك سهل الأرض أم غالك الجبل .
فيا ليت شعري هل لك الدهر رجعة ... فحسبي من الدنيا رجوعك لي بجل .
تذكرنيه الشمس عند طلوعها ... وتعرض ذكراه إذا قارب الطفل .
وإن هبت الأرواح هيجن ذكره ... فيا طول ما حزني عليه ويا وجل .
سأعمل نص العيس في الأرض جاهدا ... ولا أسأم التطواف أو تسأم الإبل .
حياتي أو تأتي علي منيتي ... وكل امرىء فان وإن غره الأجل .
سأوصي به عمرا وقيسا كليهما ... وأوصى يزيد ثم من بعده جبل .
يعنى جبلة بن حارثة أخا زيد وكان أكبر من زيد ويعني يزيد أخا زيد لأمه وهو يزيد بن كعب بن شراحيل . فحج ناس من كلب فرأوا زيدا فعرفهم وعرفوه فقال لهم : أبلغوا عني أهلي هذه الأبيات فإني أعلم أنهم قد جزعوا علي فقال : الطويل .
أحن إلى قومي وإن كنت نائيا ... فإني قعيد البيت عند المشاعر .
فكفوا من الوجد الذي قد شجاكم ... ولا تعملوا في الأرض نص الأباعر .
فإني بحمد الله في خير أسرة ... كرام معد كابرا بعد كابر .
فانطلق الكلبيون فأعلموا أباه فقال : ابني ورب الكعبة ووصفوا له موضعه وعند من هو . فخرج حارثة وكعب ابنا شراحيل لفدائه وقدما مكة فسألا عن النبي A فقيل : هو في المسجد فدخلا عليه فقال : يا بن عبد المطلب يابن هاشم يابن سيد قومه أنتم أهل حرم الله وجيرانه تفكون العاني وتطعمون الأسير جئناك في ابننا عندك فامنن علينا وأحسن إلينا في فدائه . قال : " ومن هو " قالوا : زيد بن حارثة . فقال رسول الله A : " فهلا غير ذلك " ! .
قالوا : وما هو قال : " اأدعوه فأخيره فإن اختاركم فهو لكم وإن اختارني فوالله ما أنا بالذي أختار على من اختارني أحدا " . قالا : قد زدتنا على النصف وأحسنت فدعاه فقال : " هل تعرف هؤلاء " قال : نعم . قال : من هذا قال : هذا أبي . وهذا عمي . قال : " فأنا من قد علمت ورأيت صحبتي لك فاخترني أو اخترهما " . قال زيد : ما أنا بالذي أختار عليك أحدا أنت مني مكان الأب والعم . فقالا : ويحك يا زيد ! .
أتختار العبودية على الحرية وعلى أبيك وعمك وعلى أهل بيتك ! .
قال : نعم قد رأيت من هذا الرجل شيئا . ما أنا بالذي أختار عليه أحدا أبدا . فلما رأى رسول الله A ذلك أخرجه إلى الحجر فقال : " يا من حضر . اشهدوا أن زيدا ابني يرثني وأرثه " . فلما رأى ذلك أبوه وعمه طابت نفوسهما فانصرفا . ودعي زيد بن محمد حتى جاء الإسلام فنزلت : " ادعوهم لآبائهم " . فدعي يومئذ زيد بن حارثة ودعى الأدعياء إلى آبائهم فدعي المقداد بن عمرو وكان يقال له قبل ذلك المقداد بن الأسود لأن الأسود بن عبد يغوث كان قد تبناه .
وذكر معمر في جامعه عن الزهري قال : ما علمنا أحدا أسلم قبل زيد بن حارثة . قال عبد الرزاق : وما أعلم أحدا ذكره غير الزهري .
قال أبو عمر : قد روي عن الزهري من وجوه أن أول من أسلم خديجة وشهد زيد بن حارثة بدرا وزوجه رسول الله A مولاته أم أيمن فولدت له أسامة بن زيد وبه كان يكنى وكان يقال لزيد بن حارثة حب رسول الله A روى عنه A أنه قال : " أحب الناس إلي من أنعم الله عليه وأنعمت عليه " . - يعني زيد بن حارثة - أنعم الله عليه بالإسلام وأنعم عليه رسول الله A بالعتق .
وقتل زيد بن حارثة بمؤتة من أرض الشام سنة ثمان من الهجرة وهو كان كالأمير على تلك الغزوة وقال رسول الله A : " فإن قتل زيد فجعفر فإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة " فقتلوا ثلاثتهم في تلك الغزوة . لما أتى رسول الله A نعي جعفر بن أبي طالب وزيد ابن حارثة بكى وقال : أخواي ومؤنساي ومحدثاي