وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

123 - قال فرعون آمنتم به قبل أن آذن لكم إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها فسوف تعلمون .
- 124 - لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ثم لأصلبنكم أجمعين .
- 125 - قالوا إنا إلى ربنا منقلبون .
- 126 - وما تنقم منا إلا أن آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين .
يخبر تعالى عما توعد به فرعون لعنه الله السحرة لما آمنوا بموسى عليه السلام وما أظهره للناس من كيده ومكره في قوله : { إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها } أي إن غلبته لكم في يومكم هذا إنما كان عن تشاور منكم ورضا منكم لذلك كقوله في الآية الأخرى : { إنه لكبيركم الذي علمكم السحر } وهو يعلم وكل من له لب أن هذا الذي قاله من أبطل الباطل فإن موسى عليه السلام بمجرد ما جاء من مدين دعا فرعون إلى الله وأظهر المعجزات الباهرة والحجج القاطعة على صدق ما جاء به فعند ذلك أرسل فرعون في مدائن ملكه وسلطنته فجمع سحرة متفرقين من سائر الأقاليم ممن اختار وأحضرهم عنده ووعدهم بالعطاء الجزيل ولهذا قد كانوا من أحرص الناس على التقدم عند فرعون وموسى عليه السلام لا يعرف أحدا منهم ولا رآه ولا اجتمع به وفرعون يعلم ذلك وإنما قال هذا تسترا وتدليسا على رعاع دولته وجهلتهم كما قال تعالى : { فاستخف قومه فأطاعوه } فإن قوما صدقوه في قوله { أنا ربكم الأعلى } من أجهل خلق الله وأضلهم . وقوله : { لتخرجوا منها أهلها } أي تجتمعوا أنتم وهو وتكون لكم دولة وصولة وتخرجوا منها الأكابر والرؤساء وتكون الدولة والتصرف لكم { فسوف تعلمون } أي ما أصنع بكم ثم فسر هذا الوعيد بقوله : { لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف } يعني بقطع يده اليمنى ورجله اليسرى أو بالعكس { ولأصلبنكم أجمعين } وقال في الآية الأخرى : { في جذوع النخل } أي على الجذوع قال ابن عباس : وكان أول من صلب وأول من قطع الأيدي والأرجل من خلاف فرعون وقول السحرة : { إنا إلى ربنا منقلبون } أي قد تحققنا أنا إليه راجعون وعذابه أشد من عذابك ونكاله على ما تدعونا إليه اليوم وما أكرهتنا عليه من السحر أعظم من نكالك فلنصبرن اليوم على عذابك لنخلص من عذاب الله ولهذا قالوا : { ربنا أفرغ علينا صبرا } أي عمنا بالصبر على دينك والثبات عليه { وتوفنا مسلمين } أي متابعين لنبيك موسى عليه السلام وقالوا لفرعون : { فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا } فكانوا في أول النهار سحرة فصاروا في آخره شهداء بررة قال ابن عباس : كانوا في أول النهار سحرة وفي آخره شهداء