وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

93 - ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون .
- 94 - ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون .
يقول تعالى : { ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا } أي لا أحد أظلم ممن كذب على الله فجعل له شركاء أو ولدا أو ادعى أن الله أرسله إلى الناس ولم يرسله ولهذا قال تعالى : { أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء } قال عكرمة وقتادة : نزلت في مسليمة الكذاب ( مسليمة : هو أبو ثمامة ابن حبيب من بني أثال وهو حنيفة عرفوا بأمهم وهي بنت كاهل بن أسد بن خزيمة وكان يزعم مسليمة أن جبريل ينزل عليه وكان يتسمى بالرحمن ومثله الأسود بن كعب الذي يعرف بعيهلة وبذي الخمار وكان يدعي أن ملكين : اسم أحدهما سحيق والآخر شريق ) { ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله } أي ومن ادعى أنه يعارض ما جاء من عند الله من الوحي مما يفتريه من القول ( في " اللباب " : أخرج ابن جرير نزلت : { ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء } في مسليمة ونزلت : { ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله } في عبد الله بن سعد كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلّم فيغير فيما يمليه عليه الرسول وعن السدي : أنه كان يقول : إن كان محمد يوحى إليه فقد أوحي إلي وإن كان الله ينزله فقد أنزلت مثل ما أنزل . قال محمد : سميعا عليما فقلت أنا : عليما حكيما ) كقوله تعالى : { وإذا تتلى عليهم آياتنا قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا } الآية . قال الله تعالى : { ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت } أي في سكراته وغمراته وكرباته { والملائكة باسطوا أيديهم } أي بالضرب كقوله : { لئن بسطت إلي يدك لتقتلني } الآية وقوله : { يبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء } الآية وقال الضحاك : { باسطوا أيديهم } أي بالعذاب كقوله : { ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم } ولهذا قال : { والملائكة باسطوا أيديهم } أي بالضرب لهم حتى تخرج أنفسهم من أجسادهم ولهذا يقولون لهم : { أخرجوا أنفسكم } وذلك أن الكافر إذا احتضر بشرته الملائكة بالعذاب والنكال والأغلال والسلاسل والجحيم والحميم وغضب الرحمن الرحيم فتتفرق روحه في جسده وتعصى وتأبى الخروج فتضربهم الملائكة حتى تخرج أرواحهم من أجسادهم قائلين لهم : { أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق } الآية أي اليوم تهانون غاية الإهانة كما كنتم تكذبون على الله وتستكبرون اتباع آياته والانقياد لرسله وقد وردت الأحاديث المتواترة في كيفية احتضار المؤمن والكافر وهي مقررة عند قوله تعالى : { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة } .
وقوله تعالى : { ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة } أي يقال لهم يوم معادهم ( في " اللباب " : أخرج ابن جرير وغيره : قال النضر بن الحارث : سوف تشفع لي اللات والعزى فنزلت هذه الآية ) هذا كما قال : { وعرضوا على ربك لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة } أي كما بدأناكم أعدناكم وقد كنتم تنكرون ذلك وتستبعدونه فهذا يوم البعث وقوله : { وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم } أي من النعم والأموال التي اقتنيتموها في الدار الدنيا وراء ظهوركم وثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال : " يقول ابن آدم : مالي مالي وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأبقيت ؟ وما سوى ذلك فذاهب وتاركه للناس " . وقال الحسن البصري : يؤتى بابن آدم يوم القيامة كأنه بزج فيقول الله D : أين ما جمعت ؟ فيقول : يا رب جمعته وتركته أوفر ما كان فيقول له : يا ابن آدم أين ما قدمت لنفسك ؟ فلا يراه قدم شيئا وتلا هذه الآية : { ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم } الآية وقوله : { وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء } تقريع لهم وتوبيخ على ما كانوا اتخذوا في الدنيا من الأنداد والأصنام والأوثان ظانين أنها تنفعهم في معاشهم ومعادهم إن كان ثم معاد فإن كان يوم القيامة تقطعت بهم الأسباب وانزاح الضلال وضل عنهم ما كانوا يفترون ويناديهم الرب جل جلاله على رؤوس الخلائق : { أين شركائي الذين كنتم تزعمون ؟ } ويقال لهم : { أين ما كنتم تعبدون من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون ؟ } ولهذا قال ههنا : { وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء } أي في العبادة لهم فيكم قسط في استحقاق العبادة لهم ثم قال تعالى : { لقد تقطع بينكم } قرىء بالرفع أي شملكم وبالنصب أي لقد تقطع ما بينكم من الأسباب والوصلات والوسائل { وضل عنكم } أي ذهب عنكم { ما كنتم تزعمون } من رجاء الأصنام والأنداد كقوله تعالى : { إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب } وقال تعالى : { فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون } وقال تعالى : { ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين } وقال : { وقيل ادعوا شركاءكم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم } الآية والآيات في هذا كثيرة