وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

19 - أولم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده إن ذلك على الله يسير .
- 20 - قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شيء قدير .
- 21 - يعذب من يشاء ويرحم من يشاء وإليه تقلبون .
- 22 - وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير .
- 23 - والذين كفروا بآيات الله ولقائه أولئك يئسوا من رحمتي وأولئك لهم عذاب أليم .
يقول تعالى مخبرا عن الخليل عليه السلام أنه أرشدهم إلى إثبات المعاد الذي ينكرونه بما يشاهدونه في أنفسهم من خلق الله إياهم بعد أن لم يكونوا شيئا مذكورا ثم وجدوا وصاروا أناسا سامعين مبصرين فالذي بدأ هذا قادر على إعادته فإنه سهل عليه يسير لديه ثم أرشدهم إلى الاعتبار بما في الآفاق من الآيات المشاهدة من خلق الله الأشياء : السماوات وما فيها من الكواكب المنيرة والأرضين وما فيها من مهاد وجبال وأودية وبراري وقفار وأشجار وأنهار وثمار وبحار كل ذلك دال على حدوثها في أنفسها وعلى وجود صانعها الفاعل المختار الذي يقول للشيء كن فيكون ولهذا قال : { أولم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده إن ذلك على الله يسير } كقوله تعالى : { وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه } ثم قال تعالى : { قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشيء النشأة الآخرة } أي يوم القيامة { إن الله على كل شيء قدير } وهذا المقام شبيه بقوله تعالى : { سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم .
أنه الحق } وكقوله تعالى : { أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون ؟ ... أم خلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون } وقوله تعالى : { يعذب من يشاء ويرحم من يشاء } أي هو الحاكم المتصرف الذي يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد فله الخلق والأمر لأنه المالك الذي لا يظلم مثقال ذرة كما جاء في الحديث : " إن الله لو عذب أهل سماواته وأهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم " ( أخرجه أصحاب السنن ) ولهذا قال تعالى : { يعذب من يشاء ويرحم من يشاء وإليه تقبلون } أي ترجعون يوم القيامة وقوله تعالى : { وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء } أي لا يعجزه أحد من أهل سماواته وأرضه بل هو القاهر فوق عباده فكل شيء خائف منه فقير إليه وهو الغني عما سواه { وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير ... والذين كفروا بآيات الله ولقائه } أي جحدوها وكفروا بالمعاد { أولئك يئسوا من رحمتي } أي لا نصيب لهم فيها { وأولئك لهم عذاب أليم } أي موجع شديد في الدنيا والآخرة