وإذا كلمته لا تصرف بصرك عنه ولا تقطع حديثه بسبب من الأسباب فإن اضطرك الوقت إلى شيء من ذلك استعذرته فيه وأظهرت له عذرك .
وآداب اللسان أن تكلم إخوانك بما يحبون ثم في وقت نشاطهم لسماع ما تكلمهم به وتبذل لهم نصيحتك وتدلهم على ما فيه صلاحهم وتسقط من كلامك ما تعلم أن أخاك يكرهه من حديث أو لفظ أو غيره ولا ترفع عليه صوتك ولا تخاطبه بما لا يفهم وكلمه بمقدار فهمه وعلمه .
وآداب اليدين أن يكونا مبسوطتين لإخوانه بالبر والمعونة لا تقبضهما عنهم وعن الإفضال عليهم ومعونتهم فيما يستعينون به .
وآداب الرجلين أن يماشي إخوانه على حد التبع ولا يتقدمهم فإن قربه إلى نفسه تقرب إليه مقدارها يعلم أنه محتاج إليه ثم يرجع إلى موضعه ولا يقعد عن حقوق إخوانه معولا على الثقة بإخوانهم لأن فضيل بن عياض قال ترك قضاء حقوق الإخوان مذلةويقوم لإخوانه إذا أبصرهم مقبلين ولا يقعد إلا بقعودهم ويقعد حيث يقعدونه كذلك .
205 - أنشدت لمنصور أو غيره ... فلما بصرنا به مقبلا ... حللنا الجثا وابتدرنا القياما ... فلا تنكرن قيامي له ... فإن الكريم يجل الكراما ... .
هذا كله يبين أن آداب الظواهر عنوان آداب السرائر كذلك .
206 - روى عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم رأى رجلا يمس لحيته فقال .
لو خشع قلبه لخشعت جوارحه