وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

دخول النبي صلى الله تعالى عليه وسلم في هذا الخطاب إن قلنا به وقيل لا مانع من أن يراد المعنى المعروف ويكون المراد وأنتم أذلة في أعين غيركم وإن كنتم أعزة في أنفسكم وقد تقدم الكلام على عددهم وعدد المشركين إذ ذاك فأتقوا الله بإجتناب معاصيه والصبر على طاعته ولم يصرح بالأمر بالصبر إكتفاءا بما سبق وما لحق مع الإشعارعلى ما قيلبشرف التقوى وأصالتها وكون الصبر من مباديها اللازمة لها وفي ترتيب الأمر بها على الإخبار بالنصر إعلام بأن نصرهم المذكور كان بسبب تقواهم فمعنى قوله تعالى : لعلكم تشكرون 321 لعلكم تقومون بشكر ما أنعم به عليكم من النصر القريب بسبب تقواكم إياه ويحتمل أن يكون كناية أو مجازا عن نيل نعمة أخرى توجب الشكر كأنه قيل : فأتقوا الله لعلكم تنالون نعمة من الله تعالى فتشكرونه عليها فوضع الشكر موضع الإنعام لأنه سبب له ومستعد إياه إذ تقول للمؤمنين ظرف لنصركم والمراد به وقت ممتد وقدم عليه الأمر بالتقوى إظهارا لكمال العناية وقيل : بدل ثان من إذ غدوت وعلى الأول يكون هذا القول ببدر وعلى ذلك الحسن وغيره .
وأخرج إبن أبي شيبة وإبن المنذر وغيرهما عن الشعبي أن المسلمين بلغهم يوم بدر أن كرز بن جابر المحاربي يريد أن يمد المشركين فشق ذلك عليهم فأنزل الله تعالى ألن يكفيكم إلخ فبلغت كرزا الهزيمة فلم يمد المشركين وعلى الثاني يكون القول بأحد وكان مع إشتراط الصبر والتقوى عن المخالفة ولم يوجدا منهم فلم يمدوا ونسب ذلك إلى عكرمة وقتادة في إحدى الروايتين عنه .
ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلف من الملائكة منزلين الكفاية سد الحاجة وفوقها الغنى بناءا على أنه الزيادة على نفي الحاجة والإمداد في الأصل إعطاء الشيء حالا بعد حال ويقال مد في السير إذا أستمر عليه وأمتد بهم السير إذا طال وأستمر وعن بعضهم ما كان بطريق التقوية والإعانة يقال فيه أمده يمده إمدادا وما كان بطريق الزيادة يقال فيه : مده مدا وقيل : يقال : مده في الشر وأمده في الخير والهمزة لإنكار أن لا يكفيهم ذلك وأتى بلن لتأكيد النفي بناءا على ما ذهب إليه البعض وفيه إشعار بأنهم كانوا حينئذ كالآيسين من النصر لقلة عددهم وعددهم وفي التعبير بعنوان الربوبية مع الإضافة إلى ضمير المخاطبين ما لا يخفى من اللطف وتقوية الإنكار و أن يمدكم في تأويل المصدر فاعلبيكفيكم و من الملائكة بيان أو صفة لآلاف أو لما أضيف إليه و منزلين صفة لثلاثة آلاف وقيل : حال من الملائكة وفي وصفهم بذلك إشارة إلى أنهم من اشرف الملائكة وقد أنزلوا على ما ذكره الشيخ الأكبر قدس سره من السماء الثالثة وذكر سر ذلك في الفتوحات وقريء منزلين بالتشديد للتكثير أو للتدريج وقريء مبنيا للفاعل من الصيغتين على معنى منزلين الرعب في قلوب أعدائكم أو النصر لكم والجمهور على كسر التاء من ثلاثة وقد أسكنت في الشواذ ووقف عليها بإبدالها هاءا أيضا على أنه أجرى الوصل مجرى الوقف فيهما ويضعف ذلك أن المضاف والمضاف إليه كالشيء الواحد بلى إيجاب لما بعد لن أي بلى يكفيكم ذلك ثم وعدهم الزيادة بالشرط فقال سبحانه وتعالى : إن تصبروا على مضض الجهاد وما أمرتم به وتتقوا ربكم بالإجتناب عن معاصيه وعدم المخالفة له ويأتوكم اي المشركين أو أصحاب كرز كما قال الشعبي