وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

يقدر على هذا الأمر العظيم ويسلمه اختيارا ومع ذلك لايقبل منه فلأن لا يقبل منه مجرد قوله : أبذل المال وأقدره عليه أو ما يجري هذا المجرى بطريق الأولى فتكون الواو والحالة هذه على بابها تنبيها على أن ثم أحوالا بأخر لا يقع فيها القبول بطريق الأولى بالنسبة إلى الحالة المذكورة وقوله تعالى : ولو أن لهم ما في الارض جميعا ومثله معه ليفتدر به مصرح بذلك والمراد به أنه لاخلاص لهم من الوعيد وإلا فقد علم انهمفي ذلك اليوم أفلس من ابن المذلق لا يقدرون على شئ ونظير هذا قولك : لا أبيعك هذا الثوب بألف دينار ولو سلمتها إلى في يدي انتهى وقريب منه ما ذكره أبو حيان قائلا : إن الذي يقتضيه هذا التركيب وينبغي أن يحمل عليه أن الله تعالى أخبر أن من مات كافرا لا يقبل منه ما يملأ الأرض من ذهب على كل حال يقصدها ولو في حال افتدائه من العذاب لأن حالة الافتداء لا يمتن فيها المفتدى على المفتدى منه إذ هي حالة قهر من المفتدى منه وقد قررنا في نحو هذا التركيب أن لو تأتي منبهة على أن ما قبلها جاء على سبيل الاستقصاء وما بعدها جاء تنصيصا على الحالة التي يظن أنها لا تندرج فيما قبلها كقوله E : أعطوا السائل ولو جاء على فرس وردوا السائل ولو بظلف محرق كأن هذه الاشياء مما لا ينبغي أن تؤتى بها لأن كون السائل على فرس يشعر بغناه فلا يناسب أن يعطي وكذلك الظلف المحرق لاغناء فيه فكان يناسب أن لا يرد السائل به وكذلك حالة الافتداء يناسب أن يقبل منه ملء الأرض ذهبا لكنه لا يقبل ونظيره وما أنت بمؤمن هنا ولو كنا صادقين لأنهم نفوا أن يصدقهم على كل حال حتى في حالة صدقهم وهي الحالة التي ينبغي أن يصدقوا فيها ولو لتعميم النفي والتأكيد له .
هذا وقد أخرج الشيخان وابن جرير واللفظ له عن أنس عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال : بحاء بالكافر يوم القيامة فيقال له : أرأيت لو كان لك ملء الارض ذهبا أكنت مفتديا به فيقول : نعم فيقال : لقد سئلت ما هو أيسر من ذلك فلم تفعل فذلك قوله تعالى : إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الارض ذهبا ولو افتدى به أولئك لهم عذاب اليم اسم الاشارة مبتدأ والظرف خبر ولاعتماده على المبتدأ رفع الفاعل ويجوز أن يكون لهم خبرا مقدما و عذاب مبتدأ مؤخرا والجملة خبر عن اسم الاشارة والأول أحسن وفي تعقيب ما ذكر بهذه الجملة مبالغة في التحذير والإقناط لان من لا يقبل منه الفداء ربما يعفي عنه تكرما وما لهم من نصرين .
19 .
- في رفع العذاب أو تخفيفه و من مزيدة بعد النفي للاستغراق وتزداد بعده سواء دخلت على مفردا أو جمع خلافا لمن زعم أن ذلك مخصوص بالمفرد وصيغة الجمع لمراعاة الضمير وفيها توافق الفواصل والمراد ليس لواحد منهم ناصر واحد .
ومن باب الاشارة قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم وهي كلمة التوحيد وترك اتباع الهوى والميل إلى السوى فان ذلك لم يختلف فيه نبي ولا كتاب قط ما كان إبراهيم الخليل يهوديا متعلقا بالتشبيه ولا نصرانيا قائلا بالتثليث ولكن كان حنيفا مائلا عن الكون برؤية المكون مسلما منقادا عند جريان قضائه وقدره أو ذاهبا إلى ما ذهب اليه المسلمون المصطفون القائلون ليس كمثله شئ وهو المسميع البصير إن اولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه بشرط التجرد عن الكونين ومنع النفوس عن الالتفات إلى العالمين فإن الخليل لما بلغ حضرة القدس زاغ بصره عن عرائس الملك والملكوت فقال إني برئ مما تشركون