وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وتعقيب هذين الامرين بقوله سبحانه : هذا صراط مستقيم تقرير لما سبق ببيان ان الجمع بين الامرين الاعتقاد الحق والعمل الصالح هو الطريق المشهود له بالاستقامة ومعنى قراءة الفتح على ما ذكر لأن الله ربي وربكم فاعبدوه فهو كقوله تعالى : لا يلاف قريش الخ والإشارة إما إلى مجموع الامرين أو إلى الأمر الثاني المعلوم للأمر الاول والتنوين إما للتعظيم أو للتبعيض وجملة هذا الخ على ما قيل : استئناف لبيان المقتضى للدعوة هذا والاشارة في هذه الآيات ظاهرة كالعبارة سوى أن تطبيق ما في الآفاق على ما في الانفس يحتاج إلى بيان فنقول : قال الله سبحانه : وإذ قالت الملائكة أي ملائكة القوى الروحانية لمريم النفس الطاهرة الزكية إن الله اصطفاك لكمال استعدادك ووفور قابليتك وطهرك عن الرذائل والأخلاق الردية واصطفاك على نساء النفوس الشهوانية المتدرعة بجلبات الافعال الذميمة يا مريم اقنتي لربك أي داومي على الطاعة له بالائتمار بما أمر والانزجار عما نهى واسجدي في مساجد الذل واركعي في محاريب الخدوع مع الخاضعين فإن في ذلك إقامة مراسم العبودية وأداء حقوق الربوبية ولله تعالى در من قال : ويحسن إظهار التجلد للعدا ويقبح إلا العجز عند الحبائب ذلك من أنباء الغيب أي من أخبار غيب وجودك نوحيه إليك يا نبي الروح وما كنت لديهم أي لدى القوى الروحانية والنفسانية والمراد ما كنت ملتفتا إليهم بل كنت في شغل شاغل عنهم إذ يلقون أقلام استعداداتهم التي يكتبون بها صحف أحوالهم وتوراة أطوارهم ويطرحونها في بحر التدبير أيهم يكفل ويدبر مريم النفس بحسب رأيه ومقتضى طبعه وما كنت لديهم إذ يختصمون في مقام الصدر الذي هو محل اختصام القوى في طلب الرياسة قبل الرياضة وفي حالها إذ قالت ملائكة القوى الرحانية حين غلبت يا مريم إن الله يبشرك بمقتضى التوجيه اليه بكلمة منه جامعة لحروف الاكوان وهو القلب المحيط بالعوالم اسمه المسيح لانه يمسحك بالنور أو لانه مسح به وجيها في الدنيا لتدبيره أمر المعاش فيطيعه أنس القوى الظاهرة وجن القوى الباطنة ووجيها في الآخرة لقيامه بتدبير المعاد فيطيعه ملكوت سماء الارواح أو شريفا مرفوعا في الدنيا وهي عبارة عن تجلي الافعال وفي الآخرة وهي عبارة عن تجلي الاسماء ومن المقربين أي المعدودين من جملة مقربي الحضرة القابلين لتجلي الذات وفي الخبر ما وسعتني أرضي ولا سمائي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن ويكلم الناس بما يرشدهم في مهد البدن وقت تغذيه بلبان السلوك إلى ملك الملوك وكهلا بالغا طور شيخ الروح وواصلا وسط الطريق قالت رب أني يكون لي ولد مثل هذا ولم يمسسنس بشر وهو تعجب من ولادتها ذلك من غير تربية معلم بشرى لما أن العادة جرت بأن الوصول إلى المقامات العلية إنما هو بواسطة شيخ مرشد يعرف الطريق ويدفع الآفات وقد شاع أن الانسان متى سلك بنفسه ضل أو لم يفز بكثير ومن كلامهم الشجرة التي تنبت بنفسها لا تثمر قال كذلك الله يخلق ما يشاء فله أن يصطفى من شاء من غير تربية مرب ولا إرشاد مرشد بل بمجرد الجذبة الالهية وهذا شأن المرادين وبعض المريدين : رب شخص تقوده الأقدار للمعالي وما لذاك اختيار غافل والسعادة احتضنته وهو عنها مستوحش نفار ويعلمه بالتعليم الآلهي الغني عما يعهد من الوسائط كتاب العلوم المعقولة وحكم الشرائع ومعارف الكتب الآلهية من توراة الظاهر وإنجيل الباطن ويجعله رسولا إلى الروحانيين من بني إسرائيل الروح قائلا :