وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اللعين خلق من نار وإدم عليه السلام خلق من طين وحواء خلقت منه وقد ذكر جميع ذلك الأمام الرازي .
فلا يخرجنكما أي فلا يكونن سببا لأخراجكما من الجنة وهذا كناية عن نهيهما عن أن يكونا بحيث يتسبب الشيطان في اخراجهما منها نحو قوله تعالى : فلا يكن في صدرك حرج والفاء لترتيب موجب النهى على عداوته لهما أو على الأخبار بها فتشقى .
117 .
- أي فتتعب بمتاعب الدنيا وهي لاتكاد تحصى ولايسلم منها أحد وإسناد ذلك اليه عليه السلام خاصة بعد تعليق الأخراج الموجب له بهما معا لاصالته في الأمور واستلزم تعبه لتبعها مع ما في ذلك من مراعاة الفواصل على اتم وجه وقيل : المراد بالشقاء التعب في تحصيل مبادى المعاش وهو من وظائف الرجال وأيد هذا بما أخرجه عبد بن حميد وابن عساكر وجماعة عن سعيد ابن جبير قال : إن آدم عليه السلام لما اهبط من الجنة استقبله ثور ابلق فقيل له : اعمل عليه فجعل يمسح العرق عن جبينه ويقول : هذا ما وعدني ربي فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى ثم نادى حواء حواء انت عملت بي هذا فليس من ولد آدم أحد يعمل على ثور إلا قال : حو دخلت عليهم من قبل آدم عليه السلام وكذا أيد بالآية بعد وفيه تأمل ولعل القول بالعموم أولى و تشقى يحتمل أن يكون منصوبا باضمار أن في جواب النهي ويحتمل أن يكون مرفوعا على الاستئناف بتقدير فانت تشقى واستبعد هذا لأنه ليس المراد الأخبار عبه بالشقاء بل المراد أن وقع الأخراج حصل ذلك .
إن لك إلا تجوع فيها ولاتعرى .
118 .
- وانك لاتظمؤا فيها ولا تضحى .
119 .
- أي ولاتصيبك الشمس يقال : ضحا كسى وضحى كرضى ضحوا أو ضحيا إذا أصابته الشمس ويقال ضحا ضحوا وضحوا وضحيا إذا برز لها وانشدو قول عمرو ابن ابي ربيعة : رأت رجلا ايما إذا الشمس عارضت فيضحى وأما بالعشى فيخصر وفسر بعضهم ما في الآية بذلك والتفسير الأول مروى عن عكرمة وأياما كان فالمراد نفي أن يكون بلا كن والجملة تعليل لما يوجبه النهى فان اجتماع اسباب الراحة فيها مما يوجب المبالغة في الاهتمام بتحصيل مبادى البقاء فيها والجد في الانتهاء عما يؤدي إلى الخروج عنها والعدول عن التصريح بأن له عليه السلام فيها تنعما بفنون النعم من المآكل والمشارب وتمتعا باصناف الملابس البهية والمساكن المرضية مع أن فيه من الترغيب في البقاء فيها ما لا يخفى إلى ما ذكر من نفي نقائضها التي هي الجوع والعطش والعرى والضحو لتذكير تلك الأمور المنكرة والتنبيه على ما فيها من انواع الشقوة التي حذره سبحانه عنها ليبالغ في التحامي عن السبب المؤدي اليها ومعنى ان لا تجوع الخ أن لا يصيبه شئ من الأمور الأربعة اصلا فان الشبع والري والكسوة والكن قد تحصل بعد عروض اضددها وليس الأمر فيها كذلك بل كلما وقع فيها شهوة وميل إلى شئ من الأمور المذكورة تمتع به من غير أن يصل إلى حد الضرورة على أن التغريب قد حصل بما سوغ له من التمتع بجميع ما فيها سوى الشجرة حسبما ينطق به قوله تعالى : ويا آدم اسكن انت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما وقد طوى ذكره ههنا اكتفاء بذلك واقتصر على ما ذكر من الترغيب المتضمن للترهيب وقال بعضهم : أن الاقتصار على ما ذكر لما وقع في سؤال آدم عليه السلام فانه روى أنه لما امره سبحانه بسكنى الجنة قال الهي ألى فيها ما آكل ألى فيها ما البس ألى فيها ما اشرب ألى فيها ما استظل به فأجيب بما ذكر وفي القلب من صحة الرواية شئ