الله تعالى ثراه والذي تقتضيه الاثار الواردة في عصاة المؤمنين أن يقال : أن التنجيه المذكوره ليست دفعيه بل تحصل أولا فأولا على حسب قوة التقوى وضعفها حتى يخرج من الثار من في قلبه وزن ذرة من خير وذلك بعد العذاب حسب معصيته وما ظاهره من الأخبار كخبر جابر السابق أن المؤمن لاتضره النار مؤول بحمل المؤمن على المؤمن الكامل لكثرة الأخبار الدالة على أن بعض المؤمنين يعذبون .
ومن ذلك ما أخرجه الترمذي عن جابر رضى تعالى عنه أيضا قال : قالرسول الله صلى الله عليه وسلّم يعذب ناس من أهل التوحد في النار حتى يكونوا حمما ثم تدركهم الرحمه فيخرجون فيطرحون على ابواب الجنة فيرش عليهم أهل الجنة الماء فينبتون كما ينبت الغثاء في حميل السيلومن هنا حظر بعض العلماء أن يقال في الدعاء : اللهم اغفر لجميع امه محمد A جميع ذنوبهم أو اللهم لاتعذب أحد من امة محمد A هذا وقال بعضهم : ان المراد من التنجيه على تقدير أن الخطاب خاص بالكفرة أن يساق الذين اتقوا إلىالجنة بعد أن كانوا على شفير النار وجئ بثم لبيان التفاويت بين ورود الكافرين النار وسوق المذكورين إلىالجنة وان الأول للاهانة والأخر للكرامة وانت تعلم أن النين يذهب بهم إلىالجنة من الذين اتقوا من غير دخول في النار اصلا ليسوا إلا الخواص والمعتزلة خصوا الذين اتقوا بغير اصحاب الكبائر وادخلوهم في الضالمين واستدلوا بالآية على خلودهم في النار وكانوا ظالمين .
وقرأ علي كرم الله تعالى وجهه وابن عباس وابن مسعود وابى رضى الله تعالى عنهم والجحدرى ومعاةية بن قرة ويعقوب ثم بفتح الثاء أي هناك وابن أبى ليلى ثمه بالفتح مع هاء السكت وهو ظرف متعلق بما بعده وقرأ يحيى والأعمش والكسائى وابن محيصم ويعقوب ننجى بتخفيف الجيم وقرئ ينجى وينجى بالتشديد والتخفيف مع البناء للمفعول وقرأة فرقة نجى بنون واحدة مضمومه وجيم مشددة وقرأ علي كرم الله تعالى وجهه ننحى بحاء مهملة وهذه القراءة تؤيد بظاهرها تفسير الورود بالقرب والحضور وإذا تتلا عليهم الآية إلىاخرها حكاية لما قالوا عند سماع الآيات الناعية عليهم فظاعة حالهم ووخامة ما لهم أي وإذا تتلى على المشركين إياتنا التي من جملتها الآيات السابقة بينات أي ظاهرات الاعجاز تحدا بها فلم يقدر على معارضتها أو مرتلات الالفاظ ملخصات المعنى مبينات المقاصد أما محكمات أو متشابهات قد تبعها البيان بالمحكمات أو تبيين الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم قولا أو فعلا والوجه كما في الكشاف أن يكون بينات حالا مؤكدة لمضمون الجملة وان لم يكن عقدها من اسمين لأن المعنى عليه .
وقرأ أبو حيوة والأعرج وابن محيصن وإذا يتلى بالياء التحتية لأن المرفوع مجازي التأنيث مع وجود الفاصل قال الذين كفروا أي قالوا ووضع الموصول موضع الضمير للتنبيه على أنهم قالوا ما قالوا كافرين بما يتلى عليهم رادين له أو قال الذين مردو منهم على الكفر فاصروا على العتوا والعناد وهم النضر من الحرث واتباعه الفجرة فان الآية نزلت فيها واللام في قوله تعالى للذين آمنوا للتبليغ كما في قلت له كذا إذا خاطبته به وقيل لام الاجل أي قالوا لاجلهم وفي حقهم المرجح الأول بأن قولهم ليس في