وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ليتدبروا ما فيه مما فيه مزدجر فلعلهم ينزجرون عما هم عليه أو تنكسرشدة شكيمتهم ولعل بعض من يسمع ذلك منك ممن أنكر صحة نبوتك أن يعترف بصحتها فيؤمن بك بأن يكون قد ثبت عنده ما يوافق ما تضمنه المتلو من غير مخالفة له أصلا فيستحضر أنك لم تسمع ذلك من أحد ولم تستفده من كتاب فلا طريق لعلمك به إلا من جهة الوحي وهو مدار النبوة .
وفي ذلك من تقرير ما سبق من كون الكل لله سبحانه وإختصاص العزة به تعالى وإنتفاء الخوف على أوليائه وحزنهم وتشجيع النبي صلى الله عليه وسلّم وحمله على عدم المبالاة بهم وبأقوالهم وأفعالهم ما لا يخفى والإقتصار على بعض ذلك قصور وقد تقدم الكلام في نوح عليه السلام إذ قال لقومه اللام للتبليغ أو التعليل و إذ بدل من نبأ بدل إشتمال ومعمولة له لا لاتل لفساد المعنى وجوز أبو البقاء تعلقه بمحذوف وقع حالا من نبأ وأيا ما كان فالمراد بعض نبئه E لا كل ما جرى بينه وبين قومه وكانوا على ما قال الأجهوري من بني قابيل ياقوم إن إن كان كبر أي عظم وشق عليكم مقامي أي نفسي على أنه في الأصل إسم مكان وأريد منه النفس بطريق الكناية الإيمائية كما يقال المجلس السامي ويجوز أن يكون مصدرا ميميا بمعنى الإقامة يقال : قمت بالمكان وأقمت بمعنى أي إقامتي بين ظهرانيكم مدة مديدة وكونها ما ذكر الله تعالى ألف سنة إلا خمسين عاما يقتضي أن يكون القول في آخر عمره ومنتهى أمره ويحتاج ذلك إلى نقل أو المراد قيامه بدعوتهم وقريب منه قيامه لتذكيرهم ووعظهم لأن الواعظ كان يقوم بين من يعظهم لأنه أظهر وأعون على الإستماع كما يحكي عن عيسى عليه السلام أنه كان يعظ الحواريين قائما وهم قعود وكثيرا ما كان نبينا صلى الله تعالى عليه وسلم يقوم على المنبر فيعظ الجماعة وهم قعود فيجعل القيام كناية أو مجازا عن ذلك أو هو عبارة عن ثبات ذلك وتقرره وتذكيري إياكم بآيات الله الدالة على وحدانيته المبطلة لما أنتم عليه من الشرك فعلى الله توكلت لا على غيره والجملة جواب الشرط وهو عبارة عن عدم مبالاته والتفاته إلى إستثقالهم ويجوز أن تكون قائمة مقامه وقيل : الجواب محذوف وهذا عطف عليه أي فإفعلوا ماشئتم وقيل : المراد الاستمرار على تخصيص التوكل به تعالى ويجوز أن يكون المراد إحداث مرتبة مخصوصة من مراتب التوكل وإلا فهو عليه السلام متوكل عليه سبحانه لا على غيره دائما وقوله سبحانه : فأجمعوا أمركم عطف على الجواب المذكور عند الجمهور والفاء لترتيب الأمر بالاجماع على التوكل لا لترتيب نفس الإجماع عليه وقيل : أنه الجواب وما سبق إعتراض وهو يكون بالفاء .
فإعلم فعلم المرء ينفعه .
ولعله أقل غائلة مما تقدم لما سمعته مع ما فيه من إرتكاب عطف الغنشاء على الخبر وفيه كلام و أجمعوا بقطع الهمزة وهو كما قال أبو البقاء من أجمعت على الأمر إذا عزمت إلا أنه حذف حرف الجر فوصل الفعل وقيل : إن أجمع متعد بنفسه وإستشهد له بقول الحرث بن حلزة : أجمعوا أمرهم بليل فلما أصبحوا أصبحت لهم ضوضاء ونص السدوسي على ان عدم الإتيان بعلى كأجمعت الأمر أفصح من الإتيان بها كأجمعت على الأمر وقال أبو الهيثم : معنى أجمع أمره جعله مجموعا بعد ما كان متفرقا وتفرقته أن يقول مرة أفعل كذا ومرة أفعل