وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

الأولياء ما يظن أنه مخالف لما دلت عليه الآية في ذلك فقد أخرج ابن المبارك : والترمذي في نوادر الأصول وأبو الشيخ وابن مردويه وآخرون عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : قيل : يا رسول الله من أولياء الله قال : الذين إذا رؤا ذكر الله تعالى أي لحسن سمتهم وإخباتهم .
وأخرج أحمد وابن أبي حاتم والبيهقي وجماعة عن أبي مالك الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم إن لله تعالى عبادا ليسوا بأنبياء ولاشهداء يغبطهم النبيون والشهداء على مجالسهم وقربهم من الله تعالى قال أعرابي : يا رسول الله إنعتهم لنا قال : هم أناس من أفناء الناس ونوازع القبائل لم تصل بينهم أرحام متقاربة تحابوا في الله وتصافوا في الله تعالى لهم يوم القيامة منابر من نور فيجلسون عليها يفزعالناس وهم لا يفزعون وهم أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ولامخالفة في الحقيقة فان ما أشير إليه من حسن السمت والإخبات والتحاب في الله تعالى من الأحكام اللازمة للإيمان والتقوى والآثار الخاصة بهما الحقيقة بالتخصيص بالذكر لظهورها وقربها من أفهام الناس وقد أورد رسول الله A كلا من ذلك حسبما يقتضيه مقام الإرشاد والتذكير ترغيبا لسائل أو حاضر فيما خصه بالذكر من أحكامهما وأريد بوصفهم بأنهم يغبطهم النبيون على مجالسهم وقربهم الإشارة إلى راحتهم مما يعترى الانبياء عليهم السلام من الإشتغال بأممهم والمراد أنهم يغبطونهم على مجموع الأمرين وعن الكواشي أن ذلك خارج مخرج المبالغة والمعنىأنه لو فرض قوم بهذه الصفة لكانوا هؤلاء وقال بعض المحققين : إن ذلك تصوير لحسن حالهم على طريقة التمثيل وأيا ما كان فلا دليل فيه علىأن الولاية أفضل من النبوة وقد كفر معتقد ذلك وقد يؤول له بحمل ذلك على أن ولاية النبي أفضل من نبوته كما حمل ما قاله العز بن عبدالسلام المخالف للأصح من أن النبوة أفضل من الرسالة على نحو ذلك وكذا لنظير ما ذكرنا لا يخالف ما دلت الآية عليه تفسير عيسى عليه السلام لذلك .
فقد أخرج أحمد في الزهد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن وهب قال : قال الحواريون : يا عيسى من أولياء الله تعالى الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون فقال عليه السلام : الذين نظروا إلى باطن الدنيا حين نظر الناس إلى ظاهرها والذين نظروا إلى آجل الدنيا حين نظر الناس إلى عاجلها وأماتوا منها ما يخشون أن يميتهم وتركوا ما علموا أن سيتركهم فصار إستكثارهم منها إستقلالا وذكرهم إياها فواتا وفرحهم بما أصابوا منها حزنا وما عارضهم من نائلها رفضوه وما عارضهم من رفعتها بغير الحق وضعوه خلقت الدنيا عندهم فليسوا يجددونها وخربت بينهم فليسوا يعمرونها وماتت في صدورهم فليسوا يحيونها يهدمونها فيبنون بها آخرتهم ويبيعونها فيشترون بها ما يبقى لهم رفضوها فكانوا برفضها هم الفرحين باعوها فكانوا ببيعها هم الرابحين ونظروا إلى أهلها صرعى قد خلت فيهم المثلات فأحيوا ذكر الموت وأماتوا ذكر الحياة يحبون الله سبحانه وتعالى ويستضيؤون بنوره ويضيئون به لهم خبر عجيب وعندهم الخبر العجيب بهم قام الكتاب وبه قاموا وبهم نطق الكتاب وبه نطقوا وبهم علم الكتاب وبه علموا ليس يرون نائلا مع ما نالوا ولا أماني دون ما يرجون ولا فرقا دون ما يحذرون .
لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة إستئناف جيء به في موضع التعليل لنفي حزنهم والخوف عليهم في قول وفي آخر جيء به بيانا لماأولاهم سبحانه من خيرات الدارين بعد أن أخبر جل وعلا بإنجائهم