وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

إني أشتكي صدري فقال E : إقرأ القرآن يقول الله تعالى شفاء لما في الصدور وأخرج البيهقي في الشعب عن وائلة بن الأسقع أن رجلا شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلّم وجع حلقه فقال : عليك بقراءةالقرآن وأنت تعلم أن الإستدلال بها على ذلك مما لا يكاد يسلم والخبرالثاني لا يدل عليه إذ ليس فيه أكثر من أمره صلى الله تعالى عليه وسلم الشاكي بقراءةالقرآن إرشادا له إلى ما ينفعه ويزول به وجعه ونحن لا ننكر أن لقراءة القرآن بركة قد يذهب الله تعالى بسببها الأمراض والأوجاع وإنما نكرالإستدلال بالآية على ذلك والخبر الأول وإن كان ظاهرا في المقصود لكن ينبغي تأويله كأن يقال : لعله صلى الله تعالى عليه وسلم إطلع على أن في صدرالرجل مرضامعنويا قلبيا قد صار سببا للمرض الحسي البدني فأمره E بقراءة القرآن ليزول عنه الأول فيزول الثاني ولا يستعبد كون بعض الأمراض القلبية قد يكون سببا لبعض الأمراض القالبية فإنا نرى أننحو الحسد والحقد قد يكون سببا لذلك ومن كلامهم لله تعالى در الحسدما أعدله بدأ بصاحبه فقتله : وهذا أولى من إخراج الكلام مخرج الأسلوب الحكيم .
والحسن البصري ينكر كون القرآن شفاء للأمراض فقد أخرج أبو الشيخ عنه أنه قال : إن الله تعالى جعل القرآن شفاء لما في الصدور ولم يجعله شفاء لأمراضكم والحق ما ذكرنا قل تلوين للخطاب وتوجيه له إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ليأمر الناس بأن يغتنموا ما في القرآن العظيم منالفضل والرحمة أي قل لهم بفضل الله وبرحمته متعلق بمحذوف وأصل الكلام ليفرحوا بفضل الله تعالى وبرحمته ثم قدم الجار والمجرورعلى الفعل لإفادة إختصاصه بالمجرور ثم أدخل عليه الفاء لإفادة معنى السببية فصار بفضل الله وبرحمته فليفرحوا ثم جيء بقوله سبحانه : فبذلك فليفرحوا للتأكيد والتقرير ثم حذف الفعل الأول لدلالةالثاني علي والفاء الأولى قيل جزائية والثانية زائدة للتأكيد والأصل إن فرحوا بشيء فبذلك ليفرحوا لا بشيء آخر ثم زيدت الفاء لماذكر ثم حذف الشرط وقيل : إن الأولى هي الزائدة لأن جواب الشرط فيالحقيقة فليفرحوا وبذلك مقدم من تأخير لما أشير إليه وزيدت فيه الفاء للتحسين ولذلك جوز أن يكون بدلا من قوله سبحانه : بفضل الله وبرحمته وحينئذ لا يحتاج إلى القول بحذف متعلقه ونظير ذلك في الإختلاف في تعيين الزائد فيه قول النمر بن تولب : لا تجزعي إن منفسا أهلكته فإذا هلكت فعند ذلك فاجزعي ومن غريب العربية ما أشار إليه بعضهم أن الآية من باب الإشتغال وقدأقيم إسم الإشارة مقام ضمير المعمول وتوحيده بإعتبار ما ذكر ونحوه كماهو شائع فيه ووجه غرابته أن المعروف في شرط الباب إشتغال العاملبضمير المعمول ولم يذكر أحد من النحاة إشتغاله بإسم الإشارة إليه وجوز أن يقدر متعلق الجار والمجرور فليعتنوا أي بفضل الله ورحمته فليعتنوا فبذلك فليفرحوا والقرينة على تقدير ذلك أن ما يفرح به يكون مما يعتني ويهتم بشأنه أو تقديم الجار والمجرور على ما قيل وقال الحلبي : الدلالة عليه من السياق واضحة وليس شرط الدلالة أن تكونلفظية فقول أبي حيان : إن ذلك إضمار لا دليل عليه مما لا وجه له وأن يقدر جاءتكم بعد قل مدلولا عليه بما قبل أي قل جاءتكم موعظةوشفاء وهدى ورحمة بفضل الله وبرحمته ولا يجوز تعلقه بجاءتكم المذكورلأن قل تمنع من ذلك وذلك على إشارة إلى المصدر المفهوم من