وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ما ذكر مع المجاهدين فان الإتيان به كان عن محض الفضل والامتنان من غير سابقة سؤال فلما فتحت باب الإسقاط اعتبر فيه التدريج فرقا بين المقامين وقوله تعالى : أجرا عظيما .
95 .
- مصدر مؤكد لفضل وهو إن كان بمعنى أعطى الفضل وهو أعم من الأجر لأنه مايكون فى مقابلة أمر لكن أريد به هنا الأخص لأنه فى مقابلة الجهاد ويجوز أن يبقى على معناه و أجرا مفعول به ولتضمنه معنى الإعطاء نصب المفعول أى أعطاهم زيادة على القاعدين أجرا عظيما وقيل : هو منصوب بنزع الخافض أى فضلهم بأجر .
وجعله صفة لقوله تعالى : درجات قدم عليها فانتصب على الحال ولكونه مصدرا فى الأصل يتوى فيه الواحد وغيره جاز نعت الجمع به بعيد وجوز فى درجات أن يكون بدلا من أجرا بدل الكل مبنيا لكمية التفضيل وأن يكون حالا أى ذوى درجات وأن يكون واقعا موقع الظرف أى فى درجات وقوله سبحانه : منه متعلق بمحذوف وقع صفة لدرجات دالة على فخامتها وعلو شأنها أخرج عبد بن حميد عن ابن محيرز أنه قال : هى سبعون درجة مابين الدرجتين عدو الفرس الجواد المضمر سبعين سنة وأخرج مسلم وأبو داود والنسائى عن ابى سعيد أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : من رضى بالله تعالى ربا وبالاسلام دينا وبمحمد E رسولا وجبت له الجنة فعجب لها أبو سعيد فقال : أعدها على يارسول الله فأعادها عليه ثم قال صلى تعالى عليه وسلم : وأخرى يرفع الله تعالى بها العبد مائة درجة فى الجنة مابين كل درجتين كما بين السماء والارض قال : وماهى يارسول الله قال : الجهاد فى سبيل تعالى وعن السدى أنها سبعمائة وجوز أن يكون انتصاب درجات على المصدرية كما فى قولك : ضربته أسواطا أى ضربات كأنه قيل : فضلهم تفضيلات وجمع القلة هنا قائم مقام جمع الكثرة وقيل : إنه على بابه .
والمراد بالدرجات ماذكر فى آية براءة ماكان لأهل المدينة ومن حولهم من الاعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ولايرعبوا بأنفسهم عن نفسه ذلك بأنهم لايصيبهم ظمأ ولانصب ولا مخمصة فى سبيل الله ولايطأون موطئا يغيظ الكفار ولاينالون من عدو نيلا الا كتب لهم به عمل صالح الى قوله سبحانه : ليجزيهم الله أحسن ماكانوا يعملون ونسب الى عبد الله بن زيد وقوله عن شأنه : ومغفرة عطف على درجات الواقع بدلا من أجرا بدل الكل إلا أن هذا بدل البعض منه لأن بعض الأجر ليس من باب المغفرة أى ومغفرة عظيمة لما يفرط منهم من الذنوب التى لايكفرها سائر الحسنات التى يأتى بها القاعدون فحينئذ تعد من خصائصهم وقوله تعالى : ورحمة عطف عليه أيضا وهو بدل الكل من أجرا وجوز أن يكون انتصابهما بفعل مقدر أى غفر لهم مغفرة ورحمهم .
هذا ولعل تكرير التفضل بطريق العطف المنبىء عن المغايرة وتقييده تارة بدرجة وأخرى بدرجات مع اتحاد المفضل والمفضل عليه حسبما يستدعيه الظاهر إما لتنزيل الاختلاف العنوانى بين التفضيلين وبين الدرجة والدرجات منزلة الاختلاف الذاتى تمهيدا لسلوك طريق الابهام ثم التفسير وما لمزيد التحقيق والتقرير المؤذن بأن فضل المجاهدين بمحل لاتستطيع طير الأفكار الخضر ان تصل اليه ولما كان هذا ممالايكاد أن يتوهم منه حرمان القاعدين اعتنى سبحانه بدفع ذلك بقوله عز قائلا : وكلا وعد الله الحسنى ثم أراد جل شأنه تفسير ما أفاده التنكير بطريق الابهام بحيث يقطع إحتمال كونه للوحدة ن فقال ماقال وسد باب الاحتمال