وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والباء زائدة دخلت لتدل على معنى الأمر فالتقدير أكتفوا بالله تعالى والثاني أن الفاعل مضمر والتقدير كفى الإكتفاء بالله تعالى فبالله على هذا في موضع نصب على أنه مفعول به و حسيبا حال وقيل : تمييز وكفى متعدية إلى مفعول واحد عند السمين والتقدير وكفاكم الله حسيبا وإلى مفعولين عند أبي البقاء والتقدير وكفاكم الله شركم ونحو ذلك .
هذا ومن باب الإشارة ياأيها الناس أتقوا ربكم أي أحذوره من المخالفات والنظر إلى الأغيار وألزموا عهد الأزل حين أشهدكم على أنفسكم الذي خلقكم من نفس واحدة وهي الحقيقة المحمدية ويعبر عنها أيضا بالنفس الناطقة الكلية التي هي قلب العالم وبآدم الحقيقي الذي هو الأب لآدم وإلى ذلك أشار سلطان العاشقين إبن الفارض قدس سره بقوله على لسان تلك الحقيقة : وإني وإن كنت إبن آدم صورة فلي فيه معنى شاهد بأبوتي وخلق منها زوجها وهي الطبيعة أو النفس الحيوانية الناشئة منها وقد خلقت من الجهة التي تلي عالم الكون وهو الضلع الأيسر المشار إليه في الخبر وقد خصت بذلك لأنها أضعف من الجهة التي تلي الحق وبث منهما رجالا كثيرا أي كاملين يميلون إلى أبيهم ونساءا ناقصين يميلون إلى أمهم وأتقوا الله الذي تساءلون به فلا تثبتوا لأنفسكم وجودا مع وجوده لأنه الذي أظهر تعيناتكم بعد أن لم تكونوا شيئا مذكورا وأتقوا الأرحام أي أجتنبوا مخالفة أوليائي وعدم محبتهم فإن من وصلهم وصلته ومن قطعهم قطعته فالأرحام الحقيقية هي قرابة المبادي العالية إن الله كان عليكم رقيبا ناظرا إلى قلوبكم مطلعا على ما فيها فإذا رأى فيها الميل إلى السوي وسوء الظن بأهل حصرته أرتحلت مطايا أنواره منها فبقيت بلاقع تتجاوب في أرجائها البوم وآتوا اليتامى وهم يتامى القوى الروحانية المنقطعين عن تربية الروح القدسي الذي هو أبوهم أموالهم وهي حقوقهم من الكمالات ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب بأن تعطوا الطيب من الصفات وتذيلوه وتأخذوا بدله الخبيث منها وتتصفوا به ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم بأن تخلطوا الحق بالباطل إنه كان حوبا كبيرا أي حجابا عظيما وإن خفتم أن لا تقسطوا أي تعدلوا في تربية القوى فأنكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع لتقل شهواتكم وتحفظوا فروجكم فتستعينوا بذلك على التربية لما يحصل لكم من التزكية عن الفاحشة فإن خفتم أن لا تعدلوا بين النساء فتقعوا في نحو ماهربتم منه فواحدة تكفيكم في تحصيل غرضكم وآتوا النساء صدقاتهن مهورهن نحلة عطية من الله وفضلا وفيه إشارة إلى التخلية عن البخل والغدر والتحلية بالوفاء والكرم وذلك من جملة ما يربي به القوى فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا ولا تأنفوا وتتكبروا عن ذلك وهذا أيضا نوع من التربية لما فيه من التخلية عن الكبر والأنفة والتحلية بالتواضع والشفقة ولا تؤتوا السفهاء أموالكم أي لا تودعوا الناقصين عن مراتب الكمال أسراركم وعلومكم التي جعل الله لكم قياما وأرزقوهم فيها أي غذوهم بشيء منها وأكسوهم أي حلوهم وقولوا لهم قولا معروفا لينقادوا إليكم ويسلموا أنفسهم بأيديهم وأبتلوا اليتامى أي أختبروهم ولعله إشارة إلى إختبار الناقصين من السائرين حتى إذا بلغوا النكاح وصلحوا للأرشاد والتربية فإن آنستم منهم رشدا أي إستقامة في الطريق وعدم تلون فأدفعوا إليهم أموالهم التي يستحقونها من الأسرار التي لا تودع إلا عند الأحرار