الخطاب فقال له : إن هذا القرآن هو الجامع لديننا فإن ذهب القرآن ذهب ديننا وقد عزمت على أن أجمع القرآن في كتاب .
فقال له : انتظر حتى نسأل أبا بكر فمضيا إلى أبي بكر فأخبراه بذلك .
فقال : لا تعجل حتى اشاور المسلمين ثم قام خطيبا في الناس فأخبرهم بذلك فقالوا : أصبت .
فجمعوا القرآن وأمر أبو بكر مناديا فنادى في الناس : من كان عنده من القرآن شيء فليجيء به .
قالت : حفصة : إذا انتهيتم إلى هذه الآية فأخبروني حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى فلما بلغوا إليها قالت : اكتبوا والصلاة الوسطى وهي صلاة العصر فقال لها عمر : ألك بهذا بينة ؟ قالت : لا .
قال : فو الله لا ندخل في القرآن ما تشهد به امرأة بلا إقامة بينة .
وقال عبد الله بن مسعود : اكتبوا " والعصر إن الإنسان لفي خسر العصر الآية 1 وإنه فيه إلى آخر الدهر " فقال عمر : نحوا عنا هذه الاعرابية .
وأخرج ابن أبي داود في المصاحف من طريق نافع عن ابن عمر عن حفصة أنها قالت لكاتب مصحفها : إذا بلغت مواقيت الصلاة فأخبرني حتى أخبرك ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله فلما أخبرها قالت : اكتب إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول " حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر " .
وأخرج وكيع وابن أبي شيبة في المصنف وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي داود في المصاحف وابن المنذر عن عبد الله بن رافع عن أم سلمة .
أنها أمرته أن يكتب لها مصحفا فلما بلغت حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى قالت : اكتب حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي داود والبيهقي في سننه من طريق عمير بن مريم أنه سمع ابن عباس قرأ هذا الحرف حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر .
وأخرج عبد بن حميد ومسلم وابو داود في ناسخه وابن جرير والبيهقي عن البراء بن عازب قال : نزلت حافظوا على الصلوات العصر فقرأناها على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله ما شاء الله ثم نسخها الله فأنزل حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى فقيل له : هي إذن صلاة العصر ؟ فقال : قد حدثتك كيف نزلت وكيف نسخها الله والله أعلم