نداء من مثقفي بلجيكا لمحاربة العنصرية والعداء للإسلام

نداء من مثقفي بلجيكا لمحاربة العنصرية والعداء للإسلام

وكالة الأنباء الإسلامية الدولية
مع تصاعد وتيرة العنف خاصة ضد الاجانب والمسلمين على خلفيات عنصرية في عدة مدن بلجيكية في الآونة الأخيرة، خاصة في مدينة أنفرس ( شمال شرق البلاد)، أطلق باحثون ومثقفون بلجيكيون نداء إلى المجتمع حول ظاهرة العنصرية في المجتمع أرادوه ـ"بداية لعملية مراجعة وتحليل" لهذه الظاهرة و"نقطة انطلاق لعمل جماعي" يشمل كل الفعاليات في البلاد.وجاء في النداء، " يجب أن نعترف أن العنصرية أصبحت مشكلة اجتماعية تهدد مستقبل البلاد الديمقراطي"، مضيفاً "يفترض بالتعددية الثقافية أن تعطي قيمة إضافية للمجتمع، ولكن الحال ليس هكذا في مجتمعنا للأسف".ولاحظ معدو النداء ، وهم مجموعة من أساتذة الجامعات والباحثين والأخصائيين الاجتماعيين في عدة مؤسسات تعليمية وجمعيات ومراكز بحثية بلجيكية، أن "السنوات الأخيرة شهدت تصاعداً حاداً لظاهرة العنصرية والتمييز والكراهية للأجانب والمسلمين في بلجيكا وفي أوروبا بشكل عام"، وهذا "ما يطرح تساؤلات جادة حول مدى قدرة الثقافات المتعددة على التعايش في مجتمع واحد".
وشدد الباحثون على رفضهم القاطع لكل أشكال العنصرية والتمييز في مختلف مناحي الحياة، "لماذا يتعرض الكثير من الأشخاص للتمييز في المعاملة في المؤسسات التعليمية أو في أماكن العمل ويجد صعوبة في الحصول على مسكن، فقط بسبب لون بشرته أو اسمه، أو حتى الحجاب".
وأشار النداء إلى ضرورة الاعتراف بأن الممارسات العنصرية أصبحت في بعض المناطق ممارسات يومية وحياتية، "كثيراً ما أغمضنا أعيينا عن الخطاب والممارسات ، بل والجرائم ذات الطابع العنصري، إلى أن أدى الأمر إلى تصاعد التوتر وإلى حدوث مواجهات بين المجموعات الثقافية المختلفة، والجرائم الأخيرة شاهد على ذلك."ودعا البيان كافة الأطراف إلى تحمل مسؤولياتها لإيجاد حل لهذه المشكلة، التي أدت إلى أن تصبح الحياة اليومية أكثر صعوبة وتعقيداً، "لرجال السياسة وللإعلام ولمنظمات المجتمع المدني الدور الأول في التصدي الحازم لهذه المشكلة".
ودعا النداء إلى ضرورة اعتبار الممارسات العنصرية كمشكلة أساسية وكمخالفة قانونية وإلى التعامل معها على هذا الأساس.وجاء في النداء "إن العنصرية وكراهية الأجانب تدمر فرص العيش في مجتمع ديمقراطي وسلمي ويجب التعامل على كافة المستويات القانونية والتشريعية والقضائية بحزم مع هذه الظاهرة إذا أردنا مستقبل آمن لبلدنا ولأولادنا".وختم معدو النداء كلامهم بالقول إن مسألة معالجة العنصرية أصبحت في الوقت الحاضر مسألة "حياة أو موت".
ومن الجدير بالذكر أن هذا النداء الذي تم تعميمه على مختلف الفنانين والكتاب والمثقفين والناشطين ومؤسسات المجتمع المدني البلجيكية قد جمع 2200 توقيع حتى الآن.ومن بين معدي البيان، من الباحثين والأخصائيين الاجتماعيين في مختلف الجامعات والمعاهد البلجيكية، ديرك جاكوب، ناديا فضيل، ميرم ألماسي، هيرمان دوليه، بامبي سونين، هندريك بينكستن,ومن الجدير بالذكر أن بلجيكا تقسم من الناحية اللغوية إلى ثلاث مجموعات، مجموعة والونية وتتكلم اللغة الفرنسية ومجموعة فلامكنية تتكلم اللغة الهولندية وأقلية جرمانية تتكلم اللغة الألمانية.
وفي نفس السياق، تنظم الجمعيات والمنظمات الأهلية وحركة مناهضة العنصرية والعداء للأجانب مسيرة صامتة في مدينة أنفرس، مسرح الجرائم العنصرية الأخيرة، من أجل ضحايا هذه الجرائم وكعلامة تنديد ورفض لهذه الظاهرة.