مقتطفات من كلام الإمام الخامنئي في لقاء مع القيّمين على شؤون الحج
ينشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي مقتطفات من كلام الإمام الخامنئي بتاريخ 17/5/2023 خلال لقاء مع القيّمين على شؤون الحج في حسينيّة الإمام الخميني (قده).
هناك قضيّة مهمّة بشأن الحج هي امتلاك جميع أفراد المسلمين النظرة العالمية والعابرة للحدود. يجب أن نتجنب إغفال هذا الأمر. الإسلام طلب من آحاد المسلمين أن تكون نظرتهم عابرة للحدود... فبالإضافة إلى تفكيركم في حياتكم الشخصيّة والأسريّة وأبنائكم وعملكم ومستقبل بلادكم وتقدّم بلادكم واعتلائها عليكم أن تفكّروا في العالم أيضاً. هذا هو تعليم الإسلام. ورد في أبواب وجوب الحج في وسائل [الشيعة] قول [الإمام الصادق (ع)]: «لَوْ كَانَ كُلُّ قَوْمٍ إِنَّمَا يَتَّكِلُونَ عَلَى بِلَادِهِمْ وَمَا فِيهَا، هَلَكُوا وَخَرِبَتِ الْبِلَادُ وَسَقَطَ الْجَلَبُ».
مسألة الكيان الصهيوني مطروحة اليوم، فعلى العالم الإسلامي كلّه أن يجتمع ويكون لهذا الاجتماع [في الحج] رسالة ضدّ الكيان الصهيوني. إنّ قضيّة العالم اليوم تتمثّل في نفوذ القوى المستكبرة. يجب أن يجتمع الجميع من أجل أن يعلنوا حضورهم وقوّتهم ويتأهبوا بصدورهم أمام القوى الاستكباريّة. هذه هي المنافع الدنيويّة [للحج].
ليس مصادفة اجتماع أفراد البشر من أكناف العالم في يوم وتاريخ ومكان محددين... هذا لا يعني أن تعالوا إلى هناك ثمّ غادروا. لا، تعالوا كي يتحقق هدفٌ معيّن. ما ذاك الهدف؟ الارتقاء بالأمّة الإسلاميّة والتقارب بين قلوب آحادها واتحادها مقابل الكفر والظلم والاستكبار والأصنام البشريّة وغير البشريّة.
{جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ} (المائدة، 97). جعل الله الكعبة مصدر قوام المجتمع. أي إذا لم يوجد الحج ولم يتحقق، فستتلاشى الأمة والمجتمع الإسلامي. لذلك، يقول الفقهاء إن الحج واجب كفائي في حالات معينة. فلو لاحظتم يوماً أنه لا وجود لأيّ حاج من أي مكان من العالم، فسيكون من الواجب على الواحد منا شخصيّاً أن يذهب إلى الحج حتى إنْ ذهب سابقاً إلى الحج عشر مرات!
هناك مبدأ أساسيٌّ في الحجّ لدى الجميع، وهو إدراك أهميّة الحج ضمن إطار النظام الإسلاميّ ومجموع العبادات التي يمارسها الإنسان. قد يذهب الإنسان ذات مرّة في سفر، وقد تكون زيارة وسياحة وتجارة، ومرّة أخرى قضيّة عالميّة ودوليّة وحضاريّة في المعارف الإسلاميّة. لا بدّ من النّظر إلى الحجّ بهذه العين والرؤية.