التقى جمع من عائلات الشهداء والفنانين والكتّاب وعمال الإغاثة وقادة «الدفاع المقدس» ومجاهديه مع قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، صباح اليوم الأربعاء 20/09/2023، في حسينية الإمام الخميني (قده). خلال اللقاء تحدّث الإمام الخامنئي عن الدور الذي لعبته مرحلة «الدفاع المقدّس» مشيراً إلى أنّها وسّعت حدود المقاومة والحدود المعرفيّة للثورة الإسلاميّة في العالم، «فبات مفهوم المقاومة اليوم وخيارها متجذّراً في مختلف الأماكن، حتى تلك التي قد لا تكون متوقّعة».

اجتمع قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، صباح اليوم الأربعاء 20/9/2023 مع عدد من الرعيل الأول وناشطي «الدفاع المقدس» والمقاومة والناشطين في رواية الحرب المفروضة وتبيينها. وبشرحه أبعاد عظمة «الدفاع المقدس»، رأى سماحته أن «الحفاظ على وحدة أراضي البلاد، واتضاح القدرات والقابليات العظيمة لدى الشعب الإيراني، واتساع الحدود المعرفية، ونمو ورسوخ مفهوم وثقافة المقاومة في الداخل والعالم، كلها من نتائج الدفاع الجماعي للإيرانيين مقابل جبهة المتجبرين العالميين وصدام الخبيث». وقال: «ازدهار المواهب وظهور قدرات وابتكارات شباب البلاد في "الدفاع المقدس" أثبتا أن الشبابَ قادرون دائماً على حل مشكلات البلاد كافة».  
  
لتبيين عظمة «الدفاع المقدس»، ناقش الإمام الخامنئي الأمر من أربع زوايا أساسية: «عمّ كان يجري الدفاع في الحرب، ومقابل من، ومن كان المدافعون، وما نتائج هذا الدفاع وإنجازاته؟»  
  
في السياق، رأى سماحته أن قمع الثورة الإسلامية والجمهورية الإسلامية والقضاء عليهما وفصل أجزاء من البلاد هي الأهداف الرئيسية للأعداء في الحرب المفروضة. وقال: «كانت الثورة الإسلامية العظيمة ظاهرة منقطعة النظير لأنه حتى ذلك الحين لم تكن هناك ثورة في العالم أسفرت عن حكومة دينية وشعبية، وكان المتجبرون العالميون يريدون أن يقضوا على هذه المقولة الجديدة، أي الجمهورية الإسلامية والسيادة الشعبية الدينية، ولا يزالون يسعون وراء ذلك حتى الآن أيضاً».  
  
لذلك، وصف قائد الثورة الإسلامية «الدفاع المقدس» أنها بخلاف الحروب العادية الرامية إلى فصل جزء من البلاد، قائلاً: «كان الهدف من شن الحرب المفروضة القضاء على كيان البلاد وهوية الشعب وإنجازات تضحياته».  
  
كذلك، قال سماحته إنه من أجل فهم عظمة «الدفاع المقدس» من الضروري الالتفات إلى ماهية المهاجمين على إيران، موضحاً: «احتشدت القوى البارزة في العالم كافة يوذاك في جبهة واحدة ودعمت هجوم صدام على الشعب الإيراني».

وشرح الإمام الخامنئي مساعدات الاستكبار لصدام بالإشارة إلى التقارير التي ترى أن الأمريكيين كانوا المشجع الرئيسي له لمهاجمة إيران، لافتاً إلى مساعدة الدول الأخرى لصدام. وقال: «الفرنسيّون أيضاً سلّموا صدّام أكثر التجهيزات الجويّة تطوّراً، والألمان جهزوا صدّام بالسلاح الكيماوي الكارثي، ومعسكر الشرق بقيادة الاتحاد السوفييتي سلّموه ما يشاء من تجهيزات بريّة وجويّة، والحكومات العربيّة في المنطقة كذلك كانوا يضعون في متناول صدام أموالاً طائلة».أيضاً أشار سماحته إلى أن الجمهورية الإسلامية والشعب الإيراني كانا وحيدين في المعركة ضد «جبهة المستكبرين وصدام والدول العربية الرجعية في المنطقة». وقال: «اعتلى الشعب منصة النصر وأظهر عظمته ومجده في مثل هذه المعركة غير المتكافئة».  
 
في الوقت نفسه، عدّ قائد الثورة الإسلامية قيادة الإمام الخميني «الدفاع المقدس» بشخصيته الإلهية وعلمه وفكره ونضجه ونقائه الروحي من بين هذه الاختلافات. وقال: «تأثير الكلام النابع من روحانية الإمام وأنفاسه الدافئة في مراحل مختلفة بما في ذلك إنقاذ باوه وكسر حصار آبادان كان هائلاً في الجبهات».  
 
كذلك، رأى سماحته أن «الحفاظ على وحدة الأراضي والحؤول دون فصل حتى شبر واحد من تراب إيران العزيزة من جُملة إنجازات الدفاع المقدس». وتابع: «تجلي القدرات العظيمة للشعب الإيراني من أهم إنجازات "الدفاع المقدس"، فلقد تكاتف عليه الأعداء جميعاً ثماني سنوات، لكنهم خسئوا».  
 
وعدّ الإمام الخامنئي تحصين إيران من النتائج الأخرى لـ«الدفاع المقدس»، مستطرداً: «مثلما رأينا، قالوا مرات عدة إن الخيار العسكري مطروح على الطاولة لكنه لم يُحرّك عنها لأنهم عرفوا الشعب الإيراني في الحرب، بل أدركوا أنهم قد يكونون من يبدأ التحرك لكنّ شعبنا من سيُنهي الأمر».

وكان توسّع الحدود الفكرية والمعرفية إنجازاً آخر لـ«الدفاع المقدس» من وجهة نظر سماحته، إذ قال في هذا الصدد: «إثر هذا النجاح المهم للغاية تشكّل المفهوم العالمي للمقاومة وترسّخ في فلسطين وسوريا والعراق وغيرها من المناطق، وغدت إنجازات الشعب الإيراني في مناطق شتى من آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية أنموذجاً للشعوب الأخرى».  
  
ورأى قائد الثورة الإسلامية أن ظهور ثقافة الثقة بالنفس وترسيخها معجزة «الدفاع المقدس». وقال: «كان للمتجبرين العالميين نظرة طمع لأسباب مختلفة تجاه منطقتنا المهمة ولا يزالون، ولهذا إن الحضور المعنوي لجمهورية إيران الإسلامية وصعود ثقافة المقاومة أثارا صراع أمريكا وآخرين، إذْ صارت مقاومة الشعوب عائقاً أمام استئثارهم».  
  
وعدّ سماحته تنامي فكر المقاومة داخل البلاد ورسوخه من نتائج سنوات «الدفاع المقدس». وأضاف: «بعد أكثر من ثلاثين سنة ونيف على الحرب تعرّضنا كثيراً للهجوم وإثارة الفتن، وكلها باءت بالإخفاق لأنّ هذا الشعب رسّخ في نفسه ثقافة المقاومة».  
  
في جزء آخر من حديثه، وصف الإمام الخامنئي القوات المسلحة بأنها من القوانين الحتمية لدى كل مجتمع، قائلاً: «إحدى النقاط التي يستهدفها العدو هي تشويه القيمة والشرف والكرامة للقوات المسلحة».  
  
قبل كلمة سماحته، تحدّث ستة ناشطين وباحثين في مختلف مجالات «الدفاع المقدس» عن بعض النقاط والاستفادة من أنموذج «الدفاع المقدس» في حل قضايا البلاد، كما قدم رئيس مؤسسة حفظ آثار وقيم «الدفاع المقدس»، العميد بهمن كاركَر، تقريراً عن أعمال هذه المؤسسة وبرامجها.