الشيخ طالب الخزرجي : لتحويل المساجد الى مراكز تثقيفية ، اجتماعية ، سياسية

الشيخ طالب الخزرجي : لتحويل المساجد الى مراكز تثقيفية ، اجتماعية ، سياسية

قال رئيس المركز الاسلامي في البرازيل ، ان مهمة المساجد لم تقتصر على اداء الفرائض اليومية وقراءة القران والادعية بل يجب ان تهتم بالامور التعليمية والتثقيفية والقيام بالنشاطات الاجتماعية والترفيهية واجراء ندوات فكرية وسياسية .

وخلال حوار وكالة انباء التقريب "تنا" مع الشيخ طالب الخزرجي ، رئيس المركز الاسلامي بالبرازيل ، بمناسبة اليوم العالمي للمساجد ، قال ان دور المساجد لا يقتصر على الامور العبادية  واداء الفرائض اليومية ، لان جميع الاعمال في المنظور الاسلامي اذا كان هدفه التقرب الى الله ، يعتبر عبادة .  

واشار الى ضرورة ان يكون للمسجد دور في نشاطات مختلفة تربوية واجتماعية واقامة ندوات وحوارات تستفيد منها طبقات مختلفة من الشعب خاصة الشباب . ويرى في مثل هذه النشاطات توثيق الترابط والتواصل بين الطوائف المختلفة للمسلمين .

واكد الشيخ الخزرجي ان التواصل بين الفئات المختلفة بين المسلمين ضروري للتعرف على بعضهم الاخر وتبادل الاراء والتجارب وافضل مكان هو المسجد لان في هذا المكان يشعر جميع المسلمين من كافة المذاهب انهم ينتمون الى دين واحد وكتاب واحد ومصير واحد ، ولهذا يجب ان يتحول المسجد الى ركيزة مهمة لتوحيد المسلمين من المذاهب المختلفة .   

دور المسجد في تثقيف الامة
واوضح الشيخ الخزرجي ان من المهام الرئيسية للمسجد هو تثقيف وتوعية الناس على الاسلام الصحيح ، وان لا يقف المسجد مكتوف الايدي امام الظواهر الاجتماعية المنحرفة والافكار الضالة بل يجب على مسؤولي المساجد ان يتطرقوا الى هذه الامور التي تشكل خطرا على تربية وثقافة الامة الاسلامية ويطرحوا علاجا لها ، مؤكدا على اهمية دور المسجد في علاج هذه القضايا ولهذا اول عمل قام به الرسول (ص) عندما دخل المدينة هو بناء المسجد .

من ضمن البرامج التي يمكن للمسجد اجراءها ، حسب ما اكد عليه رئيس المركز الاسلامي في البرازيل ، هو اقامة دورات رياضية وخدمية وتخصصية وسفرات ترفيهية حسب طاقات وامكانات المسجد ، الى جانب تشكيل لجان مختلفة لدراسة ومعالجة حاجات المؤمنين الاجتماعية والفكرية والمادية ، مؤكدا على ضرورة ان يتحول المسجد الى مركز عبادي واجتماعي وترفيهي يجذب الناس اليه وان لا يقتصر دوره فقط لاداء الفرائض .

وصنف الشيخ الخزرجي دور المساجد في الدول الغير اسلامية الى ثلاث انواع من المساجد : التي كان لها دور ايجابي ومؤثر في ترسيخ ثقافة الحوار بين المذاهب الاسلامية وحوار الاديان للتعريف بمقومات الاسلام من قيم انسانية ومفهايم وعقائد وقوانين ، والمساجد التي لعبت دوراً سلبياً كالتي بنيت على اسس عنصرية وقومية وحزبية والمساجد التي تولاها المتشددين والتكفيريين اللذين اساؤا الى الاسلام السمح الوسطي الذي يدعو الى المحبة والاخوة والسلام .

وفي السياق نفسه لفت الى ان الاسلام انتشر عن طريق التجار اللذين سافروا الى اقصى نقاط العالم مثل اندونيسيا وماليزيا حيث استطاعوا عن طريق سلوكياتهم واخلاقهم الاسلامية ان يجذبوا الناس الى هذا الدين مؤكدا ان الاسلام لم ينتشر في العالم عن طريق تكفير وتفسيق الاخرين ولم يشهر السيف بوجه احد ليعتنق الاسلام .

وهل استطاعت المساجد في الدول الاسلامية من ان تؤدي دورها في تثقيف وتوعية الجيل الجديد ، قال الشيخ الخزرجي بان هناك فجوة حصلت بين الجيل الصاعد والمساجد بسبب كثرة الشبهات التي تطرح يوميا عن المفاهيم والعقائد الاسلامية ، مشيرا الى قصورغالبية المساجد في دولنا الاسلامية بمعالجة هذه الشبهات الا القلة النادرة .

وفي هذا المجال اكد على ضرورة ان يكون تعامل المساجد مع الجيل المتأثر بالافكار المنحرفة والالحادية بشكل عصري ومتطور يحبب اليهم الدين لان الجهل وعدم المعرفة الصحيحة عن الدين يساعد على انتشار الافكار المنحرفة والضالة .

وعن دور المساجد في الدول الغربية لمواجهة ظاهرة الاسلاموفوبيا ، راي رئيس المركز الاسلامي في البرازيل بضرورة توثيق العلاقات بين المساجد والكنائس والعلاقات الطيبة مع اتباع سائر الاديان ، وكذلك توثيق العلاقات مع المؤسسات الخيرية في تلك الدول .

ومن النشاطات الاخرى التي يمكن للمساجد ان تلعب دور مهم لمواجهة ظاهرة الاسلاموفوبيا حسب رأي الشيخ طالب الخزرجي هو دعوة رموز ذلك البلد من المسؤولين والنخب الدينية والفكرية والنشطاء السياسيين والاعلاميين لتعريفهم بحقيقة الاسلام وتصحيح الصورة المغلوطة عن هذا الدين بسبب الافكار المتشددة والتكفيرية لدى الجماعات المتطرفة في تلك الدول ، اضافة الى توزيع المنشورات والكتب التي تعرف الاسلام الصحيح الوسطي.      

اجرى الحوار : الاخت نوري