إساءات ضد طالبات بريطانيات حاولن الصلاة في المدرسة

إساءات ضد طالبات بريطانيات حاولن الصلاة في المدرسة

بي بي سي نيوز
طلبت ياسمين، البالغة من العمر 14 عاما، وشقيقتها سندس، البالغة من العمر 11 عاما، وهما من أصول عراقية، طلبتا من مدير مدرستهما، ومن خلال والدهما، تخصيص غرفة لهما لتصليا فيها خلال فسحة اليوم الدراسي.
لكن الامر استغرق عدة أيام حتى تم توفير الغرفة المطلوبة.
وخلال أيام الانتظار قررت ياسمين وسندس وتلميذات أخريات إقامة الصلاة في ساحة المدرسة.
ومر اليوم الاول بسلام، لكن في اليوم التالي تعرضت التلميذات المسلمات للاهانة من قبل أخريات في المدرسة.
وعندما اعترضت إحدى التلميذات المسلمات تعرضت للاعتداء من قبل تلميذة أخرى.
وقال د. سناء الامين، والد ياسمين وسندس، "الفتاة التي هوجمت ليس لديها انجليزية جيدة، واعتقدت أنها ارتكبت جريمة لمجرد صلاتها. لقد كانت مرتبكة للغاية".
وأضاف "وقفت ابنتي إلى جانبها صفها وأبلغت الحادثة للمدير".
وقال أيضا أن ابنته الكبرى من بين عدد من الفتيات المسلمات اللاتي تعرضن بشكل متكرر للاساءة بسبب دينهن، حيث وجه لها السباب وتعرضت للبصق عليها.
وأوضح الامين، وهو عراقي انتقل للعيش في بريطانيا قبل 30 عاما، أن "شخصا ما وصفها ذات مرة بالمفجرة الانتحارية، ووصفت عصابة من ثماني فتيات والدها بأنه صدام حسين".
وتقول المدرسة إنها تعاملت مع الحادث الذي تضمن استخدام لغة عنصرية باتخاذ الاجراءات المتبعة، لكن والد التلميذتين أعرب عن شعوره بأنه كان بإمكان المدرسة فعل المزيد.
وقال "لقد زادت الضغوط على المسلمين، وشعرنا بذلك في أعقاب 9/11، وزاد الامر سوءا وقوع هجمات قطارات لندن في 7/7".
احترام
وتقول المدرسة إنها مستعدة تماما لتوفير غرف للصلاة للطلاب المسلمين وإنها توفر منذ سنوات غرفة للصلاة خلال رمضان.
وتصر إدارة المدرسة على التعامل مع كل حوادث العنصرية الدينية أو العرقية بمنتهى الجدية وإنها تعاملت مع المتورطين في هذا الحادث حسب الاجراءات القانونية المتبعة في المدرسة.
وقالت إدارة المدرسة في بيان لها "تحترم المدرسة بشكل دائم حقوق التلاميذ في أداء واجباتهم الدينية.
وجاء في البيان "ترتدي كثيرات من التلميذات الحجاب، وقد تم تكييف الزي المدرسي عبر السنين ليفي بمتطلبات المسلمين من خلفيات عرقية مختلفة".
"اخلعن حجابكن"
من جانبه قال مسؤول شؤون التعليم في مجلس مسلمي بريطانيا، طاهر علام، إن حوادث معاداة الاسلام في المدارس في زيادة.
وأضاف "سوف اندهش إن لم تكن في ازدياد لان كراهية الاسلام كتيار مجتمعي في ازدياد".
وأوضح علام أن "الطريقة التي تعامل بها طلبات الاباء المسلمين لتوفير غرف للصلاة لابنائهم، وتوجه المدرسة حيال التلميذات اللاتي ترتدين الحجاب، وتجاه الصوم في رمضان، كل ذلك يكون له تأثير".
وتابع بقوله إنه إذا كان لدى المدرسة نظرة عامة سلبية تجاه هذه الامور، فإن ذلك يرشح بلا شك ليترك تأثيره في ساحة المدرسة.
وأشار علام إلى قصة إحدى المدارس التي يتم تنبيه التلميذات فيها بصوت مرتفع خلال دخولهم الفصول الدراسية بقول "اخلعن حجابكن"، مع العلم بأن 75 بالمئة من طالباتها من المسلمات.
لكن علام استدرك بقوله إن حقيقة أن قواعد التعامل مع المضايقات باتت الان تشمل إلزاما بقيام المدارس بالابلاغ عن حوادث المضايقات على خلفيات دينية، جعل من الاكثر ترجيحا أن تتعامل المدارس بجدية مع هذه الحوادث.