آية الله الاراكي في مؤتمره الصحافي : ردود الفعل الغاضبة ازاء مؤتمر الوحدة تعكس مدى اهمية المؤتمر و قوة تأثيره على المستوين الاسلامي و الدولي

آية الله الاراكي في مؤتمره الصحافي : ردود الفعل الغاضبة ازاء مؤتمر الوحدة تعكس مدى اهمية المؤتمر و قوة تأثيره على المستوين الاسلامي و الدولي
آية الله الاراكي في مؤتمره الصحافي : ردود الفعل الغاضبة ازاء مؤتمر الوحدة تعكس مدى اهمية المؤتمر و قوة تأثيره على المستوين الاسلامي و الدولي

على اعتاب انعقاد المؤتمر الدولي للوحدة الاسلامية ، الذي ينظمه المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، عقد آية الله الشيخ محسن الاراكي الامين العام للمجمع التقريب ، مؤتمراً صحافياً حاول من خلاله تسليط الضوء على سمات و مشخصات الدورة الحالية من مؤتمر الوحدة الاسلامية ، لافتاً الى اهمية مؤتمر الوحدة عموماً و قوة تأثيره على المستوين الاسلامي و العالمي ، التي تتجلى بوضوح من خلال ردود الفعل الغاضب التي يحاط بها المؤتمر و الاستماتة في تشويه مكاسبه و انجازاته .

و في كلمة استهل بها المؤتمر الصحافي ، أشار الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية الى الاهتمام الملفت الذي بات يحظى به المولد النبوي الشريف و اسبوع الوحدة على صعيد العالم الاسلامي ، خاصة هذا العام ، لافتاً الى الاحتفالات الضخمة التي اخذت تنظم في هذه المناسبة في محختلف انحاء اللعالم الاسلامي ، و التي رأى في ذلك مؤشراً بارزاً على اتساع  دائرة الاهتمام بالوحدة اكثر بكثير مما كان عليه في السنوات الماضية .

و اضاف آية الله الاراكي :  استطيع القول بكل ثقة  أن محاولات إثارة الحروب الطائفية في المنطقة ، و تأجيج النعرات المذهبية داخل الدول الاسلامية ، قد انهزمت و باءت بالفشل ، و أن ما بدأنا نشهده إنما هو اندفاع واسع للتمسك بالوحدة التي أمر بها الرسول الاعظم (ص) .

و استطرد سماحته : ما هو واضح و جلي هو أن التوجه الجديد الذي عمً انحاء مختلف من العالم الاسلامي  بات يشكل السمة الغالبة للمجتمعات الاسلامية ، مما ساعد الى حد كبير في محاصرة التوجه الذي يدعو الى الاختلاف و التفرقة ، و تقويض دوره و عزله . و لعل الهزائم التي منيت بها المجموعات المتطرفة و العاصابات الارهابية في كل من سوريا و العراق و مناطق عديدة من العالم الاسلامي ، خير دليل على الانتكاسات المتوالية التي بدأت تعصف بالجماعات التي تسعى الى اشعال فتيل الحرب المذهبية و تأجيج النعرات الطائفية .  

و أشار الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، الى أن 220 شخصية علمائية و فكرية و ثقافية  من 60 دولة تحضر المؤتمر الدولي الثلاثين للوحدة الاسلامية ، اضافة الى اكثر من ستين شخصية من داخل ايران، ، لافتاً الى ضيوف المؤتمر يتوزعون على مختلف المذاهب الاسلامية ، موضحاً : عندما يجتمع كبار علماء المسلمين من مختلف المذاهب و التوجهات الاسلامية في مكان واحد و يتطلعون الى هدف واحد و هاجس واحد ألا وهو وحدة العالم الاسلامي ، فمن الطبيعي أن يعد المؤتمر احد تجليات الوحدة الاسلامية .  
  
و أوضح  آية الله الاراكي : هناك من الموضوعات الهامة و المصيرية يتم بحثها و تداولها خلال مؤتمر الوحدة ، بما في ذلك التحديات الراهنة التي تستهدف الاسلام و المسلمين في الصميم، و تقديم الحلول المقترحة في هذا الخصوص .

و تابع سماحته : ثمة مقترحات كان قد تم طرحها خلال مؤتمرات الوحدة في الاعوام السابقة ، و بناء على ذلك تم تنفيذ العديد من البرامج و المشاريع في العالم الاسلامي ، بما في ذلك تأسيس 14 رابطة و اتحاد لعل في طليعتها الاتحاد العام للنساء و رابطة التجار و رابطة الاحزاب الداعمة للمقاومة ، و ما نراه اليوم على هذا الصعيد إنما هو من نتائج مؤتمرات الوحدة للاعوام السابقة .

و لفت آية الله الاراكي الى الاهتمام الواسع و الملفت  باسبوع الوحدة  الذي يشاهد اليوم  داخل المجتمعات الاسلامية  ، موضحاً : أن انشطة واسعة و متعددة تحفل بها ايران و البلدان الاسلامية الاخرى على المستوى الشعبي ، احياءاً لاسبوع الوحدة الذي يقام بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف ، و تعبيراً عن ايمانها و تمسكها بهذه المناسبة المعنوية التي تدعم الوحدة و تزيدها تجذراً و رسوخاً.

و في جانب آخر من مؤتمره الصحافي ، لفت آية الله الاراكي الى مواقف وسائل الاعلام المعادية لاسيما هيئة الاذاعة البريطانية BBC موضحاً : من الواضح أن هذه القناة الاعلامية و القنوات المواكبة لها ، لا تكف عن ترويج بواعث العداء و النفاق داخل المجتمعات الاسلامية و الشرقية . و ان الموقف العدائي لوسائل العالم هذه تجاه مؤتمر الوحدة الاسلامية يوضح مدى تأثير هذا المؤتمر في احباط مخططات الاستكبار و المثلث المشؤوم المتمثل بأميركا و بريطانيا و اسرائيل .  
 
كما أشار آية الله الاراكي الى أن مؤتمر الوحدة لهذا العام سوف يتضمن لأول مرة اقامة مهرجان دولي لأفلام الوحدة ، و من المؤمل أن يساعد هذا المهرجان في اتخاذ خطوات هامة على طريق نشر و ترويج  ثقافة الوحدة ، لافتاً الى أن المهرجان سوف يتضمن عروض للافلام المختارة ، و سوف تقدم جوائز قيمة للافلام الفائزة .

كذلك احتلت القضية الفلسطينية  حيزاً بارزاً من المؤتمر الصحافي لآية الله الاراكي ، حيث أوضح في معرض رده على سؤال لأحد الصحافيين بالقول : الحرب التي فرضت على المجتمعات الاسلامية حرب  واسعة و جدية ، غير أننا نعتقد أن المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية و الجهات المعنية الاخرى نجح في التصدي لهذه الحرب الى حد كبير ،  وخير دليل على ذلك تحرير العديد من المناطق التي فرضت المجموعات الارهابية سيطرتها عليها ،  اضاف الى أننا في السابق لم يكن بامكاننا التحددث عن موضوع الوحدة ، بيد أن هذا الامر بات اليوم ممكناً الى حد كبير ، و في هذا الصدد يمكن الاشارة الى مؤتمر الوحدة الملفت عملنا على اقامته في اندونيسيا  بالتعاون مع علماء الدين في هذا البلد قبل فترة قصيرة .

و اضاف سماحته : تعد القضية الفلسطينية من جملة الموضوعات الهامة التي يحرص مؤتمر الوحدة الاسلامية على طرحها و مناقشتها خلال اعماله ، و مما يذكر في هذا الصدد أن احد لجان مؤتمر الوحدة  يتمحور عملها حول التحديات التي تواجه العالم الاسلامي ، و لا يخفى أن قضية فلسطين تعد القضية المركزية بالنسبة للعالم الاسلامي . اضف الى ذلك ان المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية  بادر الى تأسيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة ، و كذلك رابطة الاحزاب الداعمة للمقاومة ، التي يتمحور نشاطها حول القضية الفلسطينية .

و حول النتائج المتوقعة لمؤتمر هذا العام مقارنة بدورات الاعوام السابقة ، قال آية الله الاراكي : ثمة شواهد كثيرة تشير الى أن مؤتمر الوحدة لهذا العام سيكون أكثر تأثيراً مقارنة بالاعوام السابقة ، يتضح ذلك من خلال الحماس الواسع الذي ابداه الضيوف الاجانب لحضور المؤؤتمر ، هذا من جهة . و من جهة أخرى ما شهدناه خلال الفترة الاخيرة عشية الاحتفال  باسبوع الوحدة ، من هجمة شرسة استهدفت المؤتمر بالذات ، حيث يحاول الاعداء افشال المؤتمر بمختلف الوسائل و السبل بما في ذلك التشكيك في  دوافع و اهداف المؤتمر و محاولة تشويه صورتها .