موقع KHAMENEI.IR الإعلامي
قائد الثورة : تفرق المسلمين هو سبب معاناتهم، والخلاف يفتح الطريق لتسلط الاخرين
أكد قائد الثورة الاسلامية سماحة الامام الخامنئي ، ان أهم العوامل المسببة لمعاناة وآلام الأمة الاسلامية في الوقت الحاضر هي تفرق المسلمين ، والاختلاف عندما يحصل فأنه سينجر بالضرورة الى الخضوع والذلة.
جاء ذلك خلال كلمته اليوم الجمعة بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف وولادة الامام الصادق (ع) واستقبال سماحته لمسؤولي نظام الجمهورية الاسلامية إضافة الى الوفود المشاركة في المؤتمر الدولي السادس والثلاثين للوحدة الاسلامية .
واضاف ان الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ليس فقط تكريما لهذه الذكرى، بل الاحتفال يعني اخذ الدروس لجعل رسول الله (ص) قدوة لنا.
واعتبر القائد في كلمته ان شخصية الرسول الاكرم (ص) شخصية فريدة في كل عالم الوجود ، ويمكن رؤية عظمة الحق تعالى في جميع مراحل حياة ذلك النبي العظيم.
الوحدة تعني المشاركة في العمل لمواجهة مخططات الاستكبار
وتابع سماحته ان من الدروس التي نستشفها من حياة النبي تتجلى في قوله تعالى «لَقَدْ جَاءَکُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِکُمْ عَزِیزٌ عَلَیْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِیصٌ عَلَیْکُم بِالْمُؤْمِنِینَ رَءُوفٌ رَّحِیمٌ» ، وهنا اريد التوقف عند عبارة ( عزيز عليه ماعنتم) ومعناها : إذا تألمتم فأن الرسول يتألم.
واوضح القائد قائلا : لاشك ان هذه الآية لاتخص فقط المسلمين المعاصرين للنبي (ص) ، بل هي خطاب لجميع المؤمنين على مر التاريخ ، فاذا كان المسلمون اليوم في فلسطين وميانمار و.. يعانون ويتالمون ، فليعلموا ان الروح الطاهرة للنبي الاكرم تتألم لألمهم.
وتسائل سماحته : ماهو منشأ المعاناة والآلام التي تعانيها الأمة الاسلامية في الوقت الحاضر؟ موضحا ان أهم عامل لهذه المعاناة هو تفرق المسلمين.
واضاف : اننا منفصلون عن بعضنا ومتفرقون ، وعندما نتفرق ولانحمل ارادة الخير لبعضنا، بل يصف بعضنا بعضا بالسوء ، فالنتيجة ستكون هكذا، ويشير القرآن الى ذلك بصراحة فيقول ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) اي اذا تنازعتم فسيحل الفشل، والفشل يعني الضعف، وبالتالي سيؤدي ذلك الى الخضوع والذلة، وهو يعني انكم هيأتم الفرصة لتسلط الآخرين عليكم، وهذه هي نتيجة التفرق.
يمكن للأمة الإسلامية أن تتبوء مكانة رفيعة في العالم الجديد بشرط الاتحاد وعدم التفرق.
واضاف سماحته ، لابد من الاتجاه لتفعيل اسبوع الوحدة الاسلامية ، لكن ماهي الوحدة؟ المقصود من الوحدة ليس الوحدة المذهبية ولا أن يندمج هذا المذهب بذلك المذهب ، والوحدة لاتعني ايضا الوحدة الجغرافية كالذي حدث في عقدي الستينات والسبعينات من القرن الماضي حيث بادرت بعض الدول العربية الى وحدة اندماجية لكن هذا لم يحصل ولن يحصل ولايمكن تطبيقه .
وتابع قائلا ان المقصود بالوحدة هو التضامن للحفاظ على مصالح الأمة الاسلامية ، وفي البداية لابد من تشخيص اين مصالح الأمة وما تحتاج ، ومن تعادي ومن تصادق ، وبعد ذلك تتفق الشعوب في اطار هذه الاتجاهات عن طريق الحوار والمفاوضات ، والعمل معا في مواجهة مخططات الاستكبار.
واشار الى ان مايتضح يوما بعد يوم هو ان الخارطة السياسية للعالم في حال التغيير ، وهذا يعني ان القطبية الواحدة واستخدام القوة لقهر الشعوب فقدت مشروعيتها كما يعني ان الشعوب قد استيقضت ، وطُرد نظام القطب الواحد.
نبتة الجمهورية الإسلامية تحولت إلى شجرة ثابتة ويخطأ من يفكر باقتلاعها.
واوضح ان الدول والشعوب الاسلامية لابد أن تأخذ مكانها الرفيع في العالم الجديد الذي يتبلور ، كما تستطيع ان تطرح نفسها كقدوة ، لكن بشرط ، وهذا الشرط هو الاتحاد وعدم التفرقة ، والتخلص من ايحاءات ووساوس الاعداء التي تثيرها امريكا والكيان الصهيوني والشركات النفعية.
ولتقديم نموذج في هذا المجال قال سماحته : اننا في الجمهورية الاسلامية وقفنا بوجه القوى الكبرى .
وتابع قائلا : في وقت من الاوقات كان العالم بيد قوتين كبيرتين هما امريكا والاتحاد السوفيتي السابق، وهاتان القوتان كانتا تختلفان على عشرات القضايا، لكنهما متفقتان في قضية واحدة وهي الوقوف بالضد من الجمهورية الاسلامية متصورين ان هذه النبتة يمكن اقتلاعها ، لكن هذه النبتة اصبحت اليوم شجرة ثابتة ويخطأ من يفكر باقتلاعها ، صمدنا وتقدمنا .
وفي جانب اخر من كلمته قال الامام الخامنئي ان من الامور التي ينبغي الاهتمام بها اليوم هي قضية المذاهب ، فلا ينبغي ان ينجر الاختلاف في العقيدة والاختلاف المذهبي الى نزاع ، لابد من منع اي شيء يجر الى النزاع بشكل حاسم ، واليوم المسؤولون الامريكان والانجليز دخلوا على الخط وباتوا يناقشون في محافلهم مسألة الشيعة والسنة وهو أمر خطير جدا.
واضاف : لقد طرحت سابقا مصطلح التشيع البريطاني والتسنن الامريكي ، وتصور البعض بل أشاعوا ان التشيع البريطاني يعني الشيعة الساكنين في بريطانيا، وهذا كذب محض ، فالتشيع البريطاني يمكن ان يتواجد في دولة اسلامية، المقصود هو الاستلهام من البريطانيين ، وصنع شيعة أو سنة مهمتهم ايجاد الخلاف كمثل داعش والوهابية وامثالها، والتكفيريين الذين يطلق عليهم لقب مسلمين ، وقد يكونون ملتزمين بالاحكام الاسلامية الفردية، لكنهم يعملون لخدمة العدو، كل من يوجد الخلاف والنزاع يخدم العدو، ولافرق ان يكون من أي مكان أو في اي منصب أو من اي بلد.
وفي الختام اعرب قائد الثورة الاسلامية عن اسفه لجرائم داعش في العراق وسوريا وافغانستان خاصة قتل التلاميذ الابرياء، مضيفا ان في الطرفين الشيعي والسني هناك متطرفون لاعلاقة لهم بالتشيع أو التسنن ، وهؤلاء المتطرفون لاينبغي ان يُتخذوا ذريعة لبث التهم على المذاهب الاسلامية.
وتطرق سماحته الى مايتعرض له الفلسطينيون اليوم من صعوبات وضغوط وعمليات قتل يومية على يد الكيان الصهيوني معتبرا ان مايحدث في فلسطين هو نتيجة تشتت الأمة الاسلامية.
وحول وجود المشتركات بين المسلمين قال القائد: ان الجمهورية الاسلامية بذلت كل ماتستطيع لتحقيق الوحدة الاسلامية على ارض الواقع ، ومن امثلة ذلك الدعم الكامل للاخوة السَنة في فلسطين، وسنواصل هذا الدعم بكل قوة.
كما أكد ان جبهة المقاومة التي ولدت في العالم الاسلامي هي مورد دعم الجمهورية الاسلامية وقال : اننا مؤمنون بلطف الله وعنايته ويحدونا الأمل للتحقق العملي للأمنيات الكبيرة بالوحدة الاسلامية.