ـ(161)ـ
أما الضجة التي افتعلت حول ما سمي بـ"حرية الرأي والتعبير" فلم تعد أكثر من شعار كاذب؛ للالتفاف على الفتوى التاريخية وتقويمها، والتغطية على كاتبها الذي أريد لـه ولروايته أن تكون مجساً باهتاً لاستحضار الهجمة الصليبية على الإسلام، واستعداد الموتورين وأعداء الدين على العملاق الإسلامي الذي انتفض ليزلزل أركان النظام العالمي الجديد ويقول قولته في هذا المقطع الحساس من صراع الغرب ضد المشروع النهضوي الإسلامي المعاصر.
فنترك الكتاب وعرضه وتحليله وردود الفعل التي رافقت صدوره إلى الدكتور "رفعت سيد أحمد"ليقول كلمته في الرواية الشيطانية ومالها وما عليها، وشعارنا: قوله سبحانه وتعالى:
[الّذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الّذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب](1).

جدلية الصراع...:
هذا هو العنوان الذي اختاره الدكتور "رفعت سيد أحمد" في نقده لكتاب المرتد "سلمان رشدي" ـ السيء الصيت ـ "الآيات الشيطانية". وأوضح في مقدمة الطبعة الثانية للكتاب: أن سلمان رشدي هذا وآياته الشيطانية ليس أكثر من مجرد (حلقة صغيرة وتافهة من حلقات المواجهة بين قيم الإسلام وبين ما يمكن تسميته تجاوزاً قيم الغرب).
وأن (فتوى الإمام الخميني رحمه الله بإهدار دم سلمان رشدي قد لمست جرحاً قديماً لم يندمل، هو جرح الحروب الصليبية..) فكانت فتوى صارخةً (لم تجامل ولم تنافق، بل واجهت بحدة جوهر الصراع..، وهو: صراع القيم والمبادئ بين الغرب والإسلام).
وفي معرض تعليق الكاتب حول فاعلية هذه الفتوى بعد وفاة الإمام الخميني (رضي الله عنه) أكد: أن الفتوى اكتسبت قدسية خاصة مثل: القداسة التي يضفيها الأتباع ـ عادة ـ على الوصايا التاريخية لزعمائهم، وهذا ما أشار إليه آية الله السيد الخامنئي "المرجع الديني الجديد" ـ حسب تعبير الدكتور رفعت ـ الذي قال في إجابة قاطعة وحاسمة حول هذه الفتوى:
__________________________________
1 ـ الزمر: 18.