ـ(38)ـ
الدينية والثقافية له، وبالتالي السعي إلى تبين القواسم المشتركة، ومعالم الوحدة الحقيقية، كما صنع القرآن الكريم ذلك في الصدر الأول، فإنه لم يخلط بين المواقف
الحاقدة لبعض أهل الكتاب، كذلك الانحرافات العقائدية والأخلاقية والسياسية , والمواقف المتعاطفة والأفكار المشتركة.
ويمكن الانطلاق في ذلك من منطلقين واقعيين في هذا العصر:
الأول: منطلق الإيمان بالله. والقضية الروحية والمعنوية التي تمثل قضية مشتركة.
الثاني: قضية حقوق الإنسان، حيث جاء الإسلام بالكثير من هذه الحقوق، بل تقدم البشرية في مجال طرحها والاهتمام بها وتطويرها، وكانت الرسالة الإسلاميّة دعوة عالمية ذات طابع سياسي إنساني وجهادي لإحقاق هذه الحقوق.