ـ(27) ـ
الإلهية ذات أبعاد ثلاثة، أو مراحل ثلاثة تشبه المراحل التي يمربها بعض الموجودات البشرية أو المادية مثل:(الأب، والابن، وروح القدس): (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة)(1).(وقالت اليهود عزير ابن الله)(2). (وقالت النصارى المسيح ابن الله)(3).
ويبدو أن القرآن الكريم لم يستخدم كلمة(الشرك) و(المشركين) من أهل الكتاب، بل وضع(الذين أشركوا) في مقابل أهل الكتاب، بالرغم من انتقاد القرآن الشديد لأهل الكتاب أحياناً، ووضعهم إلى صف المشركين في إدانتهم والمصير الذي سوف ينتهون إليه أحيانا أخرى.
(إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية)(4). كما أنه قرنهم في أول السورة.
(ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم)(5).
ويبدو من سياق الآيات في بعض الموارد من الآية السابقة وغيرها ومن التصريح في بعض الموارد الأخرى وجود الفرق بين أهل الكتاب أنفسهم من اليهود والنصارى، حيث اصطف اليهود إلى جانب، فكانوا أشد الناس عداوة وإيذاءً
للمسلمين، شأنهم في ذلك شأن المشركين على خلاف النصارى الذين فيهم القسيسون والرهبان.
(لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا
__________________________
1 ـ المائدة: 73.
2 ـ التوبة: 30.
3 ـ البينة: 6.
4 ـ البقرة: 105.