/صفحة 45 /
فقال: أعظك، وعليكم نزل القرآن، ونبيكم محمد قريب العهد بكم!!
قلت: نعم.
قال: فاّتعظ ببيت من شعر شاعركم أبى العتاهية.
تجرّد من الدنيا فإنك إنّما *** وقعت إلى الدنيا وأنت مجرد
بيت أخذ من التوراة:
قيل لمسلم بن الواليد: أى شعرك أحب إليك ؟
فقال: إن في شعرى لبيتاً أخذته من التوراة، وهو قولى:
دلت على عيبها الدنيا وصدّقها *** مااسترجع الدهر مما كان أعطانى
مأخوذ من الفارسية:
مما ترجم عن الفارسية هذا المثل المنظوم:
قالوا إذا جمل ٌ حانت منّيتُه *** أطاف بالبئر حق يهلك الجمل
ومما ترجم عن الفارسية هذا البيت - وهو من حسن التعليل -:
لو لم تكن نية الجوزاء خدمته *** لما رأيت عليها عقد منتطق
والشاهد فيه: إثبات صفة غير ممكنة لموصوف، فنية الجوزاء خدمة الممدوح صفة غير ممكنة، قُصد إثباتها له.
الوازع النفسى:
مر أبو العتاهية بدكان ورّاق، فإذا كتاب فيه بيت من الشعر، وهو:
لن ترجع الأنفس ُ عن غيها *** ما لم يكن منها لها زاجر
فقال: لمن هذا البيت ؟
فقيل لأبى نواس
فقال: وددت أنه لى بنصف شعرى!.
الظن:
في الظن حق وباطل، ولذلك قال الله -عزوجل - "إن بعض الظن إثم". وفيه دلالة على أن جلّه صواب.