/ صفحه 70 /
ابن أبي معقل (وذؤالة بن عوقلة) صحابيون، وكأمير ابن أبي طالب: أنسب قريش وأعلمهم بأيامها، وابن مقرن، صحابيان والعنقل الوادي العظيم المتسع، والكثيب المتراكم وقانصة الضب، كالعنقل والقدح، والسيف، وأعقل: وجب عليه عقال.
وإنما وقفتك على مادة (عقل) بتمامها كي تدرك إن كان لك دراية بالاشتقاق ونقل اللفظ من دائرة معناه الأصلي إلى دائرة أخر أن (عَقَل) تعني (قيد) وأحسبك لا تجهل أن (قيد) خلاف (أطلق) فأنا وأنت وهو معقولون عقلا على خلاف الحمار وسائر الحيوانات غير الناطقة، فهي مطلقة إطلاقا لا يعقله عقل، أي لا يقيده قيد. وإذا كنت تحسد أو تغبط الحيوانات غير المعقولة وتتشهي أن تنطلق انطلاقها فما عليك ا لا أن تتخلى عن عقلك... ولك على ـ بل على الإنسانية كلها ـ أن نخليك من تبعة أعمالك فلا نؤاخذك بما أخطأت ولا بما خطئت... اللهم إلا أن نحتاط فنتخذ إزاءك ما يسميه أصحاب القانون " إجراء أمن " فقد نعقلك عقلا، أو بعبارة أوضح نعتقلك اعتقالا كي لا يصيب الناس مكروه مما تبطش بيدك أو ترمح برجلك.. ولا تنس أن إجراء الأمن قد يصل إلى الإعدام، ولا تقل (عقوبة الإعدام) فإن عديم العقل غير صالح للعقوبة لا هنا في العاجلة ولا هناك في الآجلة، فهو في أمان من سواد (صحيفة السوابق) هنا...
قلت: إن التقسيم المنطقي يقتضيني أن أسأل: وصحيفة السوبق هناك أهي كذلك بيضاء من غير سوء، أو ثم ما يشبه إجراء الأمن هنا بالنسبة إلى أولئك الذين لا يعقلون؟.
قال: وما لك والتقسيم المنطقي ما دمت مطلقا لا يعقلك قيد، ولا يقيدك عقل؟ هذا على أنك ترى أننا تركنا تأبط شرا والغلام القتيل ودريد بن الصمة وربيعة ابن مكدم متهللا تبدوا أسرة وجهه مثل السيف المجلو، ولم لا، وقد تجلت الغمة، وتلك عرسه، أو قل عروسه مجلوة مزهوة بفارسها هذا الذي يقول فيه سيد بني جشم:
يا ليت شعري من أبوه وأمه
أفلا تنزع معي إلى تلك الحياة الحلوة السمحة التي يزيدها حلاوة وطلاوة ذلك الخلق الكريم؟.