/ صفحه 51/
قال شيخى
لحضرة الكاتب، الفاضل الأستاذ أحمد محمد بريرى
قال شيخي:
إذا المرء لم يحتل وقد جد جده * * * أضاع وقاسى أمره وهو مدبر
ولكن أخو الحزم الذي ليس نازلا * * * به الخطب الا وهو للفصد مبصر
فذاك قريع الدهر ما عاش حوّل * * * إذا سد منه منخر جاش منخر
أقول للحيان وقد صفرت لهم * * * وطابي، ويومى ضيق الجحر معور
هما خطتا: إما إسار ومنة * * * وإما دم، والقتل بالحر أجدر
وأخرى أصادى النفس عنها وإنها * * * لمورد حزم إن فعلت ومصدر
فرشت لهم صدرى فزل عن الصفا * * * به جؤجؤ عبل ومتن مخصّر
فخالط سهل الارض لم يكدح الصفا * * * به كدحة والموت خزيان ينظر
فأبت الد فهم وما كدت آيبا * * * وكم مثلها فارقتها وهي تصفر كان له كهف في جبل يشتار منه العسل فعرفته لحيان وهم عدوه، فأحذوا عليه الطريق وقالوا استأسر، ولكنه كان قد أعد للامر عدته، واتخذ له أهبته بأن فتح في الجبل نافذة إلى السهل صب منها العسل على الصخر المنحدر، وهكذا نزل تجذبه الأرض ويمسكه العسل إلى الصخر، فما زال بين بين حتى تسلمه السهل سليماً لم ينقدق له عنق ولم ينكسر له ضلع.. وعاد إلى قومه وما كاد يفعل، فقد كان الموت يترصده، وكان حرياً أن يموت، لو لا أنه حُوَّل قُلب متبصر صاحب حيل لاتنفد.. إذا سد منه منخر جاش منخر، فهو قريع الدهر حازم أبداً لا يرد مورداً إلا عالماً كيف يصدر.