/ صفحة 274/
قال وثانيتها: روى أبو قلابة عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر كانوا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم(1)
قال وثالثتها: أنه سئل عن الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم والاسرار به فقال لا أدرى هذه المسألة - قال: فثبت أن الرواية عن أنس فى هذه المسألة قد عظم فيها الخبط والاضطراب فبقيت متعارضة فوجب الرجوع إلى غيرها من سائر الأدلة - قال: الامام الرازى: وأيضاً ففيها تهمة أخرى وهى أن علياً (عليه السلام) كان يبالغ فى الجهر بالتسمية فلما وصلت الدولة إلى بنى أمية بالغوا فى المنع من الجهر بها سعياً فى ابطال آثار على (عليه السلام)(2) - قال: فعل أنساً خاف منهم فلهذا السبب اضطربت أقواله، قال: ونحن مهما شككنا فى شيء فلا نشك فى أنه إذا وقع التعارض بين قول أمثال أنس وابن المغفل وبين قول على ابن ابيطالب (عليه السلام) الذي بقى عليه طول عمره فإن الاخذ بقول على أولى (قال) فهذا جواب قاطع فى المسألة إلى أن قال: ومن اتخذ علياً اماماً لدينه فقد استمسك بالعروة الوثقى فى دينه ونفسه إلى آخر كلامه(3) قلت: فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله.

ــــــــــ
(1) وقد أوردنا فى حججنا رواية حميد الطويل عن أنس قال: صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبى بكر وعمر وعثمان وعلى فكلهم كانوا يجهرون بقراءة بسم الله الرحمن الرحيم.
(2) هذه سيرتهم مع أميرالمؤمنين وبنيه فى كثير من شرائع الله تعالى حتى التبس الحق بالباطل، ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم.
(3) فراجعه فى صفحة 156 وآخره فى صفحة 107 من الجزء الأول من تفسيره الكبير.