/ صفحة 238 /
و قررت مساواة النساء بالرجال فيها هومن خصائص الانسانية، فشرعت الكسب للنساء كالر جال، وأرشدت كلا منهما إلى تحرى الفضل والخير من الأموال بالعمل دون التمنى والتشهى، وأنه ليس للرجل أن يسلب المرأة العمل الذي خلقت له، كما أنه ليس للمرأة أن تطمع فيما وراء مؤهلاتها الطبيعية، وفي ذلك يقول الله تعالى: "ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما الكتسبن واسألوا الله من فضله ان الله كان بكل شيء عليما، ولكل جعلنا موالى مما ترك الوالدان والأقربون والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم ان الله كان على كل شيء شهيدا" الآيتين 32، 33
و قررت أن للنساء ثواب أعمالهن الصالحة، وأن مسئوليتهن عن أعمالهن مسئولية مستقلة عن مسئولية الرجل، فهى انسان مكلف مسئول، والرجل انسان مكلف مسئول "ومن يعمل من الصالحات من ذكر أوانثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولايظلمون نقيرا" الآية 124
وعلى هذا الأساس رفع الإسلام شأن المرأة عن أن تكون متاعا يورث وجعل لها حرية في ذاتها وأموالها "يأيها الذين آمنوا لايحل لكم أن ترثوا النساء كرها ولاتعضلو هن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن الا أن يأتين بفاحشة مبينة، وعاشروهن بالمعروف فان كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيراً كثيراً، وان أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم احداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا، أتأخذونه بهتانا واثما مبينا، وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقا
غليظا" الآيتين 19، 20
وفي حقوقهن المالية يقول:"و آتوا النساء صدقاتهن نحلة فان طبن لكم عن شيء منه نفساً فكلوه هنيئا مريئا" الآية الرابعة.
و شرعت نظاما للزواج فيه تكريم للمرأة والأسرة فحظرت التزوج بأصناف من النساء حفظا لروابط لاينبغى أن تعرّض بالزواج إلى الفساد:
حظرت زواج الأبناه من زوجات الآباء، وزواج الآباء من زوجات الأبناء