/ صفحه 133 /
الاتحاد السوفيتي وما يدور في فلكه من بلاد البلقان، وكتلة غربية تتناول سائر بلاد أوروبا الغربية وتؤازرها امريكا.
ولقد اشتد الخلاف بين الفريقين، وانقلب اتحادهما الحربي الذي كان قائماً أثناء الحرب الاخيرة لقمع النازية الألمانية، إلى عداء مستحكم منذر بشر مستطير ومظهر لانشقاق عميق في أنظمة الحكم بين نظام الديمقراطية من جانب، ونظام الشيوعية من جانب آخر، وأخذوا يتقاذفون التهم ويجهرون بالسوء، ويعلنون المساوئ والنقائص.
وترى الانقسام والشقاق واضحاً جلياً في صحافتهم وإذاعاتهم وأحاديثهم السياسية ومناقشاتهم في مؤتمراتهم، وأدى خوف كل فريق من الآخر إلى أن جعله يصرف وقته وماله في تهيئة نفسه للتسلح والكفاح واختراع الأدوات المدمرة والأسلحة الفتاكة المهلكة التي قد تؤدي لفناء البشرية، والقضاء على المدنية، وذلك في الوقت الذي بدأت تجاهد فيه شعوبهم لإصلاح ما خربت الحرب من مساكن كانوا يأوون اليها، وما أهلكت من زرع، وضرع كانوا يقتاتون منه، وما يجددونه من صناعة انهارت لتأمن أنفسهم من الجوع والفقر.
وليس يعنينا في هذا المقام من ذلك كله سوى بيان أثره في الناحيتين: الدينية والاجتماعية، وما تتأثر به حقوق الإنسان التي قدسوها وأشادوا بفضلها، وما حاق بها نتيجة لهذا الشقاق والانقسام، ومرجعنا في ذلك كله إلى ما تأتي به أنباؤهم ورواياتهم، وما يشاهد من واقع محسوس.
وتنعى الكتلة الغربية على الاتحاد السوفيتي وأتباعه أنهم ينشرون الشيوعية الدولية، ويبشرون بها في سائر بلاد العالم، حتى اعتنق مذهبهم شيع من اهلها، وأنهم يرمون إلى قلب النظم الاجتماعية، وهدم الديانات، والتشكيك في العقائد السماوية والاستعاضة عنها باعتناق مبادئ هدامة مدمرة، ويدعون أشياعهم لاضطهاد رجال الدين وتعذيبهم وإلقائهم في السجون بناء على محاكمات صورية، واعترافات مغتصبة، والحض على الاضراب والاغتصاب، وتخريب المنشآت العامة أو تعطيلها