ـ(153)ـ
ويذكر أمين الدولة أن(حاج شيخ محسن خان) الذي كان يعمل في البلاط البريطاني باعتباره خبيرا ايرانيا هو الذي بدأ الاتصالات الأولى لعقد معاهدة رويتر، ونجح في هذه الاتصالات لكن محسن خان هذا فوجئ بتعيينه وزيرا مشاورا في استانبول بعد أن استقال الوزير المشاور السابق(حسين علي خان كروسي)، فدخل صديقه ملكم على خط مواصلة عقد الاتفاقية، وحدث بين الصديقين الحميمين(ملكم ومحسن خان) نزاع.
ويتحدث اعتماد السلطنة(من وزراء ناصر الدين شاه، ومن المعادين لملكم وسياسة حكومة بريطانيا) عن ملكم ودوره في معاهدة رويتر، نقلا عن ميرزا جسين خان سبهسالار في إحدى المرافعات القضائية بقوله:(ملكم المخادع الدجال المتظاهر طلبته إلى إيران وجعلته مدة مستشاري الخاص، ثم بعثته وزيرا مختارا إلى بريطانيا. لقد كنت أنوي لإغراض شخصية أن أحطم الوضع القائم في خزانة الدولة، وأقيم بنكا وسكة حديد. وكان ملكم الحيال الطماع على علم بهدفي، فاتفق معي في هذه المقاصد بل المفاسد، وتعاون مع مبعوث ايراني إلى لندن، وحث الاثنان(رويتر) الصراف المتمول البريطاني على هذا الأمر وهذا البريطاني أعطاني أنا وملكم مبلغا كبيرا، كما أعطى رشوة لعدد آخر من رجال الدولة في طهران وحصل على ما حصل من امتيازات في سكك الحديد وافتتاح بنك واستخراج المناجم وكل شيء)(1).

دور ملكم في امتياز "لاتاري"
ثم عقد آخر تم بوساطة من ملكم خان، هو منح امتياز تأسيس لاتاري(2) من قبل ناصر
______________________
1 ـ نفس المصدر / 443.
2 ـ لاتاري Loterie كلمة فرنسية تعني نوعا من(اليانصيب) عن طريق القرعة أو بأشكال وأدوات أخرى.