ـ(112)ـ
المنهج الوحدوي
لدى السيد جمال الدين والشيخ محمد عبده
الأستاذ شاكر الفردان ـ البحرين ـ
الإنسان حي بحركته في هذه الحياة يسعى جاداً في البحث عن طرق سعادته التي تبلغ به الكمال، كما أن مجموعة المخلوقات العاقلة منها وغير العاقلة في حركتها الجوهرية طالبة كمالها، ولك يبحث عما يرتبط بشؤونه ويصب في طريقه.
ولو ألقينا نظرة على هذا الكون الفسيح للحظنا قسمين من الاندماج، يمكن أن يطلق على أحدهما تجمع والآخر مجتمع، والأول: حالة من ضم شيء إلى شيء آخر: كضم الحجر إلى الحجر، أو بنظرة أرقى: كتجمعات الحيوان في مراكز تربيتها. والثاني: حالة من الضم تتبعها مجموعة من القيود والضوابط التي نعبر عنها بالقيم والتقاليد.
والإنسان دائماً يتحرك في المحور الاجتماعي لا المحور التجمعي، وذلك يتبع مقدار ما يمتلك من قيم وضوابط، وكلما ابتعد عنها تفكك المجتمع وبرزت روح الانفصال والتفرق والتمزق.
من هذا المنطلق يتحرك الإنسان طالباً الوحدة مع بني مجتمعه باعتبارها نزعةً إنسانيةً لا يمكنه أن يتخلى عنها، والسجل التاريخي لمسيرة الإنسان يسجل لنا حركة