@ 90 @ نواب الشام بتلقيه وتعظيمه فتوجه ومعه أهله وأقاربه وألزامه وأموال فتلقاه نواب بهسنا وكختا وقاموا بخدمته إلى أن تلقاه نائب حلب وجهزه إلى دمشق فتلقاه نائبها وجهزه إلى مصر فتلقاه بيبرس والأمراء وطلع إلى القلعة فأكرم وأعطي إقطاعا جيدا وكذلك جماعة من ألزامه وكان وصوله إلى دمشق في ذي القعدة سنة 703 ووصل القاهرة في ذي الحجة وكان طلوعه القلعة في أول سنة 704 فأكرم وبجل وكان رأس الميمنة بعد توجه نائب الكرك وزوج الناصر ابنه إبراهيم بابنة بدر الدين هذا ولم يزل بعد الناصر معظما في جميع الدول حتى كان قد كتب له في سلطنة الصالح إسماعيل الوالدى الإمامي وكان يقال له يوم الموكب يا أتابك سبحان من أتى بك .
وكان ينفع العلماء والصلحاء والفقراء حتى كان مبلغ صدقته بعد إخراج زكاة ماله في السنة ثمانية آلاف إردب قمح وأربعة آلاف درهم فضة رأيت بخط تقي الدين السبكي بعد أن أرخه وكان قد جمع العقل والدين والدنيا والرتبة العلية ليس في الأمراء أكبر منه ولا أنفذ كلمة وامتنع من الحكم بعد أن عرضت عليه النيابة مرات وكان لا يدخل إلا في خير وكان يحبنا ونحبه ومولده سنة 675 وأول وصوله الديار المصرية في ذي الحجة سنة 702 قلت وهو وهم منه فإنه إنما دخلها في آخر سنة 703 أرخه البرزالي والجزري وغيرهما