@ 66 @ ومال كثير فعظم شأنه وهابه الأمراء والنواب قال الصفدي سار السيرة الحسنة العادلة بحيث لم تكن له همة في مأكل ولا مشرب ولا ملبس ولا منكح إلا في الفكرة في تأمين الرعايا فأمنت السبل في أيامه ورخصت الأسعار ولم يكن أحد في ولايته يتمكن من ظلم أحد ولو كان كافرا وبعد سنة من ولايته زاد الناصر في إقطاع نيابة الشام لما وقع الروك الناصري ثم تقدم أمره إلى جميع النواب بالبلاد الشامية أن يكاتبوا تنكز بجميع ما كانوا يكاتبون به السلطان وهو يكاتب عنهم ولم يزل في علو وارتقاء حتى كان الناصر لا يفعل شيئا إلا بعد مشاورته ولم يكتب هو إلى السلطان في شيء فيرده فيه إلا نادرا ولم يتفق في طول ولايته أنه ولى أميرا ولا نائبا ولا قاضيا ولا حاجبا ولا وزيرا ولا كاتبا إلى غير ذلك من جليل الوظائف وحقيرها برشوة ولا طلب مكافاة بل ربما كان يدفع إليه المال الجزيل لأجل ذلك فيرده ويمقت صاحبه وكان يتردد إلى القاهرة باذن السلطان فيبالغ في إكرامه واحترامه حتى قال النشو مرة الذي خص تنكز في سنة 733 خاصة مبلغ ألف ألف وخمسين ألفا خارجا من الخيل والسروج وكان قد سمع الحديث من عيسى المطعم وأبي بكر بن أحمد بن عبد الدائم وابن الشحنة وغيرهم ولما حج قرأ عليه بعض المحدثين بالمدينة الشريفة ثلاثيات البخاري قال الأمير سيف الدين قرمشي قال لي السلطان مرة لي مدة طويلة أطلب