@ 10 @ وأجاز له جماعة من المصريين منهم النجيب ومن أصحاب البوصيري وغيره مات أبوه وله ست سنين فلم يكن له سوى مكتب بالصالحية فيه خمسة دراهم في الشهر فنشأ في تصون وتقنع وسمع الكثير وخرج له ابن الفخر مشيخة في مجلدة على نحو أربعمائة شيخ وكان قد تعلم الخياطة ثم اشتغل وحفظ القرآن ومهر في الفقه والعربية إلى أن تصدر لإقرائها ولم يدخل في وظيفة تدريس وطلب الحديث حتى كتب الطباق وصار يذاكر فلما مات القاضي تقي الدين سليمان عين للقضاء وأثنى عليه عند السلطان بالعلم والعبادة والوقار فولاه فتوقف فطلع ابن تيمية إليه ولامه على الترك وقوى عزمه فأجاب بشروط أن لا يركب بغلة ولا يحضر الموكب فأجيب واستقر في صفر سنة 716 فباشر أحسن مباشرة وعمر الأوقاف وحاسب العمال واستمر إحدى عشرة سنة وحج مرات وكان ينزل من الصالحية ماشيا وربما يركب مكاريا وكان مئزره سجادته ودواة الحكم من زجاج واتخذ فرجية مقتصدة وكبر العمامة قليلا فلما كان في شوال سنة 726 توجه إلى الحجاز بنية المجاورة فمرض من العلا فلما قدم المدينة تحامل حتى وقف مسلما على النبي صلى الله عليه وسلم ثم أدخل إلى منزل فمات وقت السحر في الثالث والعشرين من ذي القعدة ودفن بالبقيع قال الذهبي برع في الفقه والعربية وتخرج به فضلاء ولم يزل قانعا راضيا يرتزق من الخياطة وليس سوى الضيائية بقدر عشرين درهما ولباسه لباس النساك وعلى رأسه عمامة لطيفة لم يزاحم على وظيفة تدريس ولا غيرها ثم قال